تعكس الصورة الحضارية المرافقة للمسيرات الشعبية السلمية التي جابت بعض محافظات المملكة، احتجاجا على رفع الاسعار والتداعيات السلبية للسياسة الاقتصادية المتبعة على حياة المواطن الاردني المعيشية، الوعي الذي يتحلى به هذا المواطن وادراكه لمسؤولياته الوطنية حيال مصالح الوطن انطلاقا من حبه وانتمائه لبلده . وبدا انه قد اختار هذه الوسيلة الدستورية والقانونية للتعبير عن رأيه ووجهة نظره تجاه الملفات الاقتصادية والمعيشية التي فرضت نفسها على المشهد الاردني مؤخرا على خلفية رفع اسعار المواد التموينية والمحروقات، وسط اجواء من الحرية المسؤولة بهدف ايصال صوته ورسالته الى كل من يهمه الامر في اطار التعبير السلمي والقانون والمحافظة على النظام العام، ادراكا منه باهمية التمسك والامتثال لقواعد اللعبة الديمقراطية، التي منحته هذه الفرصة التعبيرية الحضارية التي حرص على التعاطي مع مفرداتها الوطنية بكل مسؤولية وحس وطني، رافضا ان يتحول الى ثغرة في جدار الوطن قد يستغلها المغرضين واصحاب الاجندة الخاصة لاثارة الفوضى والتوتر، بصورة قد تدفع بالامور الى حافة الخطر وتخرجها عن مسارها الوطني العام. لذلك فقد اخذ على عاتقه الالتزام بالاشارات السلمية للمرور بهذه المسيرات الى خط الامان، بعيدا عن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. لا بل وصلت الامور ببعض المشاركين بالمسيرات والاعتصامات السلمية الوقوف في وجه بعض وسائل الاعلام والفضائيات الخارجية المعروفة بعدائها لبلدنا لمنعها من تغطية هذا الحدث، وذلك للحيلولة دون تمرير اجندتها المشبوهة على خلفية ما عُرف عنها من اصرار غريب على تزوير الحقائق وتعمدها تقديم صورة سلبية عن بلدنا.

ان هذا البعض المدرك لدوره الوطني المسؤول يرفض ان يتسبب في تحويل قضايا وطنه الى مادة اعلامية تتناقلها بعض الفضائيات المغرضة، بطريقة تسيء الى سمعة بلده وتعمل على تشويه صورته الرائعة. لذلك لم يكن مستغربا ان تتوافق جميع المسيرات على قواسم وطنية مشتركة، بما هي احترام للقوانين والتشريعات والمحافظة على الهدوء والامن والنظام وعدم التعرض للمكتسبات والمقدرات الوطنية، تأكيدا على الولاء والانتماء لثرى الوطن، ولتفويت الفرصة على كل مغرض يسعى الى اخراج المسيرات عن اهدافها ومساراتها المشروعة. كذلك فقد لاحظ المواطن استجابة الحكومة الفورية والفاعلة للتوجيهات الملكية السامية بتخفيض الاسعار واثار الاوضاع الاقتصادية الصعبة على المواطنين وتوفير العيش الكريم لهم، اتساقا مع ما يحتله موضوع تحسين مستوى معيشة المواطن وتوفير فرص العمل والسكن الكريم وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى وحماية الطبقة الفقيرة وضرورة التوزيع العادل لمكتسبات التنمية بين جميع المحافظات من اولوية على اجندة جلالة الملك عبد الله الثاني اليومية، ما يؤكد اهتمام جلالته بابناء شعبه واطلاعه على احوالهم واوضاعهم الاقتصادية والمعيشية وتلبية احتياجاتهم وانحيازه الكامل لهم. ففي الكلمة التي القاها جلالة الملك اثناء زيارته الى لواء الرصيفة مؤخرا ذكر جلالته " لا يمر يوم لا افكر فيه كيف تخفف الاعباء على اهلنا هنا في الرصيفة، وفي جميع انحاء المملكة. نحن كلنا معا من اجل تحقيق ذلك، ونعمل ليلا ونهارا من اجل تخفيف الاعباء عنكم ان شاء الله، وستكون الايام المقبلة افضل ".

(الرأي)