عمون - بينما نتلقى العديد من النّعم من الله تعالى، يبرز العقل كنعمة خاصة أهّلت الإنسان للتفوّق على سائر الكائنات. يعكس امتلاك الإنسان للعقل تميّزه وتفضيله في الخلق، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70)، حيث رزقهم الله بالفهم والتفكير والقدرة على التفوّق.
إنّ أهمية العقل تتجلى في العديد من الجوانب:
البناء والاستصلاح: العقل يساهم في استصلاح الأرض واستثمار مواردها. يستخدم الإنسان العقل لابتكار وتطوير وسائل للزراعة والإنتاج والتقدم التكنولوجي، مما يؤدي إلى تحسين ظروف الحياة وتحقيق التقدم.
التمييز بين الصواب والخطأ: يمكّن العقل الإنسان من تمييز ما هو حق وصواب من ما هو زائف وخاطئ. فالقدرة على التفكير المنطقي والتحليل تسهم في اتخاذ القرارات الصائبة وتجنب الأخطاء.
مناط التّكليف: يعتبر العقل شرطًا أساسيًا في القيام بالعبادات والالتزامات الدينية والاجتماعية. فالعقلاء هم الذين يمكنهم فهم معاني العبادات وتحقيقها بما يناسب الظروف المحيطة بهم.
الإبداع والاختراع: يعد العقل مصدرًا رئيسيًا للابتكار والاكتشافات العلمية. من خلال استخدام العقل، يتمكن العلماء والمخترعون من تطوير تقنيات جديدة وحلول مبتكرة تعمل على تحسين الحياة وتطوير المجتمعات.
مصدر الحكمة: يمكن للعقل أن يكون مصدرًا للحكمة من خلال البصيرة والتفكير العميق في القضايا. يمكن للأفراد العقلاء أن يتخذوا قرارات حكيمة تستند إلى تقديرات دقيقة وتفكير منظم.
الإنجازات البشرية: تأتي إنجازات الإنسان في مجالات متعددة نتيجة لاستخدامه للعقل. من الاختراعات الهامة التي غيّرت مسار التاريخ مثل الأبنية والتقنيات الحديثة والعلاجات الطبية، كلها نتاج تفكير وابتكار يستند إلى القدرات العقلية.
إذاً، العقل هو نعمة كبيرة من الله تعالى أهّلت الإنسان لتحقيق إنجازات عظيمة. لذلك، يجب على الإنسان الاستفادة من هذه النعمة بالتفكير العميق، واتخاذ القرارات المدروسة، والسعي لتطوير مهاراته وتعزيز قدراته العقلية من أجل خدمة الإنسانية وتحقيق التقدم في جميع مجالات الحياة.