كيف نجعل من هذا الشعار مرجعية عليا لجميع الأطراف، بلا استثناء وكيف نستطيع العمل سوياً وبروح الفريق على تجنيب الوطن والمجتمع الانزلاق نحو الفوضى، والانزلاق نحو المجهول.
أعتقد أنّ جميع الأطراف بلا استثناء، وجميع القوى الحيّة والمنتمية لهذا الوطن، تؤمن إيماناً عميقاً بضرورة الإصلاح وحتميته الآنيّة وأنّه يشكل نقطة لقاء وتوافق بلا شكوك ولا مماراة، مما يسهل عملية الشروع بالإصلاح الحقيقي الهادئ المتدرج المتزن، الذي ينبع من الفهم العميق للواقع المحلي والوضع الإقليمي والعالمي، وإدراك شامل لمجمل العلاقات الأردنية الدولية بشمول، دون قفز عن فهم الواقع ودون تحليق بالخيال وإغراق بالمثاليات من جانب، ودون جمود ووضع العراقيل والمبالغة بالمعوقات من جانب آخر.
إنّ العقلاء يدركون تمام الإدراك، أنّ إمكانية الإصلاح متوافرة، إذا توافرت العوامل الأساسية لأي عملية نهوض حضاري شامل وأولها الحرص على المشاركة الحقيقية لجميع قوى المجتمع السياسية والاجتماعية لحماية الحق العام ورفع شأن المصلحة العامة على حساب المصالح الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة، التي تضر بوحدة المجتمع وصيانة نسيجه الاجتماعي.
لا أحد يرضى بالإخلال بالأمن، أو تعريض المصالح العامة أو الخاصة للوطن، ولا أحد يرضى بأسلوب الحرق، والتخريب والتدمير، وتكسير الزجاج، وتحطيم السيارات، وواجهات المحلات والعبث بالمؤسسات العامة، ولا يخطر ببال مواطن استثمار الظروف من أجل السطو على الأملاك العامة أو أملاك الغير، إلاّ أن يكون من عصابات اللصوص وقطاع الطرق.
مع حرية التعبير عن الرأي، بطرق حضارية سلمية، لا بد من إفهام المواطن العادي الأبعاد الأساسية للإصلاح المنشود؛ من أجل المشاركة في تحمّل المسؤولية الاجتماعية بروح الفهم والانتماء الصحيح الممزوج بالوعي السياسي بحدّه الأدنى الذي يمكنّه من الإسهام في تحقيق النجاح.
لا بد من توجيه البوصلة نحو الإصلاح الحقيقي الواضح المعالم، المحدد الملامح، والبعد عن العمومية وعدم الإغراق في الضبابية السياسية التي تشكل أهم أسباب الفشل والإحباط، التي تقود نحو الفوضى والخراب، كما يجب البعد عن أسلوب الشخصنة وتقزيم المطالبات لتصبح ضد أشخاص بأقزامهم، فهذا أمر معيب ومرفوض ويحط من قيمة العمل السياسي، ويصرف العمل الجماهيري نحو الوهم والسراب.
إنّ المسألة مسألة وطن وشعب، ومصلحة عامة ليست قضية أفراد أو فئات أو جهات محدودة، فلهذا كله ينبغي تضافر الجهود ودفعها باتجاه الإصلاح المطلوب.
إنّ العدوّ المتربص بنا جميعاً والأخطار المحدقة بهذا الوطن كل ذلك يتطلب وحدة اجتماعية، وروحا جماعية وانتماء وطنيا، وطريقة عمل تشاركية تبتعد عن الأنانية والفردية وأسلوب التسلق والانتهازية والبعد عن سياسة الاستعراض والنجومية المقيتة، التي تقتل العمل وتبدد الطاقة وتجيّر النشاط الجماهيري لمصلحة ضيقة أو نزوة عابرة.
rohileghrb@yahoo.com
(الرأي)