اطلاق يد الصحافة والاعلام الرسمي
نايف المحيسن
21-01-2011 12:07 AM
كنا نتمنى من رئيس الوزراء ان يعلن عن اجراءات اقتصادية افضل مما اعلنه ليحس بها المواطن ويشعر بها ويدرك ان هناك حكومة راعية له وتهتم بشؤونه لا ان يعطيه ابرا مسكنة لتمتص غضبه وبعدها وكأن شيئا لم يحدث وتعود الامور الى ما كانت عليه.
على كل ما اود التطرق له هو ان التجربة التونسية في التعامل مع الاحداث ركزت على فتح المجال امام الحريات العامة على مصراعيها والتعامل مع المواطن المقموع بطريقة حضارية كما هي الديمقراطيات التي وجدت لخدمة مواطنيها ففتحت الاعلام له بعد ان كان مقتصرا على رموز التسلط والاستبداد وقامعا للشعب ورأيه وللمثلميهم من الاحراب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني .
ما يريده المواطن اكثر من الخبز ورمزية العشرين دينارا فهو يرغب ان يرى اجراءات في مجال الحريات العامة والانفتاح خاصة من الاعلام الرسمي والصحف التي تسير في فلك الحكومة لان لدينا مواقع الكترونية نعتبرها المنفس الوحيد للشعب والوطن مقابل الاحادية للصحف ولا اقول جميعها بل استطيع ان اقول جلها وانا من داخل مطبخها فاعرف كيف يطبخون والالية التي يقدمون بها الوجبة اليومية التي لا تروق الا للحكومة.
فالحكومة لا تقبل الا ان تكون وجباتها وفق ذوقها وكما هو حال الصحف هو حال الاعلام الرسمي بثلاثية ابعاده المكتوبة والمرئية والمسموعة فهو على خط سكة حديد الحكومة ولا يحيد عنها ابدا مع العلم ان من يعملون به هم ابناء وطن ويحق للوطن عليهم ان يخدمه ابنائه لا اقول لا ان يخدم الحكومة بل بنفس القدر الذي يخدم الحكومة يكون رأي للمواطن في اجراءات الحكومة واعتقد ان من يعملون واعرف هواهم انه وطني ولا يحيدون عن الوطن ولكن هناك من يقررمن وحي التعليمات او من التعليمات نفسها في ان الحكومة هي الاساس ونقدها يعني وكأنك تدنس قدس الاقداس .
كنا نتمنى من رئيس الوزراء المبجل ان يكرمنا بكرمه من خلال مجلس النواب ويتعدى حاجز العشرين ديناراباطلاق يد الصحافة والاعلام الرسمي الى الوجهة الصحيحة وهي وجهة الوطن لا غيره. وان يكون هذا الاعلام اعلام وطن ودولة لا اعلام حكومة ومزين لسياسات لا تعرف الرأي الاخر فيها لان الاخر ممنوع في هذا الاعلام.
لفت انتباهي برنامجا بثه التلفزيون التونسي الرسمي ونتمنى ان لانصل الى ما وصل اليه وكان عنوانه مصالحة التلفزيون مع المواطن حيث نقل احاديث الناس عن التلفزيون بعد الثورة وكيف تغير التلفزيون الرسمي وانقلب على نفسه واصبح منبرا حرا للوطن والمواطن على حد سواء.
ان التغيير وتوجه الاعلام للمواطن هو في صالح الوطن اولا ويخدم الحكومات ثانيا ويعزز الانتماء ثالثا ويساهم في نجاح المؤسسة الاعلامية رابعا بدل انزلاقها نحو الفشل لان الاعلام يبث ويكتب للمواطن وعندما يصبح لا اقول ضد المواطن بل عندما يصبح غير معني بالمواطن فان المواطن غير معني به ووجوده من عدمه غير مبرر ان استطاع ان يستمر بتمويل نفسه او مولته اي جهة اخرى.