خلدون النعيمي

كأي مواطن يراجع أي دائرة حكومية كان لي هذا اليوم زيارة إلى مديرية التنمية الاجتماعية في البادية الشمالية الغربية من اجل اتمام معاملة وكما يقول المثل الشعبي إن الضيف شاعر ويلفت انتباهه النظرة الاولى للمكان الذي يزوره والعاملين فيه ورغم الدقائق البسيطة التي انتظرتها والتي كان جلها تأملات فيما يدور حولي في هذه الدائرة الحكومية من مراجعين لهم معاملات، فقد راعني حقيقة الاسلوب الانساني للموظفين في هذه المديرية باستقبال مراجعيهم واغلبهم من كبار السن من الجنسين الذين جاؤوا من اماكن بعيدة ومتفرقة من البادية الشمالية حيث يشد انتباهك أسلوب العمل للموظفين ومنهجم بروح الفريق الواحد بالعمل إبتداء من تأكيد جزئية تنظيم العمل واستقبال المراجع بمكتب خدمة الجمهور ومتابعته لحين تحقيق مبتغاه في اتمام معاملته ولسان حالهم نحن هنا لخدمة المواطن وتسهيل اموره.

فرق ان تكون مدير وجد فقط لإصدار الاوامر ويهمك فقط العمل الروتيني الرسمي الذي قد يفتقر احيانا كثيرة للروح الانسانية بدعوى هاي تعليمات وهذا القانون ..! وشعارك في العمل العلاقة الرسمية المجردة سواء مع الموظفين او المراجعين، وبين ان تكون قائداً يؤمن ان القيادة الحقة تعني ان تكون الى جانب موظفيه بالعمل ويسمع لهم ويتقبل منهم الآراء التي من شأنها تطوير العمل واساليبه بما يسهل على المواطن الذي هو بلا شك محور العملية الخدماتية لأي دائرة رسمية، ومن نافلة القول إن الله تعالى قد حبا هذه المديرية مديرة من بنات البادية التي لها باع في أعمال التنمية الاجتماعية ممارسة وتحمل علماً وهي التي تحمل شهادة الدكتوراة فكانت هنا مواءمة بين الخبرة العملية والشهادة العلمية وقبل ذلك كله الاسلوب الجميل في التعامل مع المراجعين فلا يفارق مسمعك كلمة يا أمي ويا أبي اثناء حديثها مع كبار السن من مراجعي المديرية والهدوء واللطف والابتسامة الصادقة اثناء الاستماع لملاحظاتهم ومطالبهم والتي تتطلب احيانا كثيرة النزول من المكاتب امام المديرية لمتابعة معاملات كبار السن والمرضى الذين يتعذر عليهم الصعود للطابق العلوي ناهيك عن الزيارات الميدانية لتفقد العمل ورعاية النشاطات العامة.

"القيادة فن" هذه الجملة هي التي تتبادر لذهنك حين متابعتك لأسلوب الدكتورة وجدان البدارين مديرة التنمية الاجتماعية في البادية الشمالية الغربية بالتعامل سواء مع موظفيها واسداء النصائح والملاحظات في العمل وكذلك بتعاملها مع مراجعي المديرية الذين يشعروا بإتمام معاملتهم من اهتمام ولطف المديرة والموظفين وصدقهم بالعمل فشكراً لهم من القلب وهم الذين يؤكدون رؤية سيد البلاد المفدى في ان مكانتك في وظيفتك هي بقدر ما تقدمه لهذا الوطن وشكراً لهم وهم الذين اكدوا النظرة العصرية الصادقة في العمل بالتسهيل على المواطن المراجع لهم في مكان عملهم في قلب البادية الاردنية فكانت المقولة السائدة عن المواطن المراجع للدوائر الحكومية (نهارك يا طحان نهار) كناية عن التعب وطول المدة لا تعمم دائماً.

مديرية التنمية الاجتماعية في البادية الشمالية الغربية شكراً لكم من مواطن راجعكم ورأى منكم كل جميل فكان من الأمانة ان يبوح بما دار في خاطره فقد تعود البعض ان يذكر الشيء في العمل العام ويهمل الجيد.. شكراً لكم مديرة وموظفين.