من يتابع الحوارات في أي قضية كانت؛ ويريد أن يتخذ موقفًا يشعر حقيقة أنه واقف وسط مجموعة من الأشخاص الطرشان أو العميان أو البكم .. !
فالأعمى دليله في حواره جملة يكررها عن قصد وهي : أنا أرى أنّ.. والأطرش كذلك ينحت جملة يصرّ فيها على دليل فيها كلمة : سمعتُ أن.. واسمع منّي بس.. أما الأبكم فلديه خلاصة كل الكلام الدائر فهو يقول بلسان لا عوج فيه ولا نتوء: إئ وأوأ دودو بآآآييئ..!
وواحد مثلي لا يملك لهذه النخب التي تتحاور إلّا أن يقول لهم واحدًا واحدًا، للأطرش: كل ما قلته حضرتك صحيح رغم أنني ما سمعتُ بما سمعتَ.. وللأعمى: هذا الكلام الذي يمشي عليه «الترين» بما أنك رأيت «الترين» رغم أنني ما رأيته.. ويقول للأبكم: لا فضّ فوك؛ أخيرًا جاء من يحسم الأمر ويضع النقط فوق الحروف..!
ورغم أنني موجود في كلّ القضايا وليس لي حقّ إلاّ حقّ التصفيق لهم جميعًا ومباركة ما يقولون فإنني أستغل هذه المناسبة لأقول للجمع الغفير: صحيح أن كل الطرق تؤدّي إلى روما ولكنني أريد الطرق التي تؤدي إلى الأردن وأنت فيه.. ودعوا روما لأهل روما..!
أعتذر منكم؛ مضطر لانهاء مقالتي عند هذا الحد؛ لأنني معزوم عند واحد مشلول الأطراف جميعًا حالف يمين مغلّظ أن يطبخ لي بنفسه وليس سواه..!
الدستور