لا أزاود على أحد فكثيرون أعلم مني وأفهم مني وأكثر إخلاصا ولكن "المشاركة" بالكلمة أراها ضرورة لي صحيا وضرورة للمساهمة في التوعية. كثيرا ما نسمع عن "الوطنية" في مناشير الأحزاب وخطابات النواب ومقالات الكُتاب وكلمات المنتدين على الشاشات وفي البيانات الوزارية فما دلالة وجود الوطنية عن الفرد أو المؤسسة الحكومية أو الحزبية؟.
في رأيي "الوطنية" ليست كلاما بل سلوك تطبيقي، فمن تحدث عنها وفعله ينقضها فلا قيمة لكلامه. الوطنية غرس لا قنص، غرس للخير عبر التعليم وعبر البناء وعبر الزراعة وعبر النزاهة. أما قنص الفرص وحلب الوطن والهرولة باتجاه المصلحة الشخصية على حساب الوطن فلا علاقة لذلك بالوطن والوطنية . في أمريكا يقولون : Love or leave
الوطنية تعني العدل بين أبناء الوطن فلا يوجد "عز" و"معزى". الوطنية تعني أن تسند المسؤولية لمن هو أهل لها وقادر على العطاء فيها وليس عبر الشللية ولا سهرات الأنس ولا على القرابة والمصاهرة ولا عبر وصف الشخص بأنه على "قد الإيد". الوطنية أن لا تبقي حفرة في الطريق ، الوطنية أن لا نلقي الأوساخ من نوافذ السيارات . الوطنية أن لا تسرق الثروة الحرجية . الوطنية أن لا نطعن الوطن بالتصرف بالمال العام .
وقف عليه السلام أمام مكة وقال : والله انك لأحب أرض الله إليّ ولولا أن اهلك أخرجوني ما خرجت. الوطنية تعني احترام المواطنين وحقوقهم . الوطنية أن نوفر المدرسة اللائقة . والوطنية ليست تحطيبا" على حساب الآخرين للتزلف والنفاق وأخذ الثمن مالا" أو منصبا" .
أحد الذين خطبوا عن الوطن وحبه _ في بلد عربي وجدوا خلفه لما غادر الحياة أربعة وستين مليارا" لم يستطع أن يأخذ معه قرشا" واحدا" لأن الأكفان ليس لها جيوب .
لا تخطبوا عن الوطنية بل مارسوها فالناس تعرف الصادق والكاذب ، والتاريخ يكتب ، والله شهيد :
والله بصير بما تعملون