انتصارات للمقاومة في الضفة وتحديات في مواقع أخرى
معتز خليل
08-08-2023 12:02 PM
هناك حاليا نقطتين مركزيتين يمكن تلخيص الوضع الاستراتيجي الفلسطيني بهما :
1- انتصارات للمقاومة باتت واضحة في الضفة .
2- مصاعب اقتصادية في بعض من المناطق الأخرى مثل غزة.
ولقد بات الوضع الاقتصادي السيئ في قطاع غزة حديث الكثير من مقارنة بالوضع الجيد نسبيًا في الضفة الغربية في ظل السلطة الفلسطينية.
وبتحليل النقطة الثانية تحديدا يمكن تلخيص الوضع الصعب في غزة اقتصاديا في :
1- بنية تحتية غير مرضية في كل جانب من جوانب الحياة.
2- فرض الكثير من الضرائب من قبل السلطات في القطاع وتقليل نسب المنح المخصصة للجمهور الفلسطيني في ظل الأزمات المالية الصعبة.
3- الأزمات تواصلت ومنذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بات واضحا إن الكثير من المواطنين يأملون في حصول تحسن قادم على الصعيد الاقتصادي وتحقيق الرفاهية اللازمة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
4- من الممكن قرادة شعور بالرضا لدي الجمهور الفلسطيني في غزة نسبيا مع تزايد نسب الحصول على تصاريح العمل في الداخل الإسرائيلي لأبناء القطاع ، وهو ما جاء وفقا للرواية الإسرائيلية مع الهدوء الحاصل في عموم القطاع .
5- يعيش العديد من سكان غزة في فقر وظروف غير إنسانية إلى جانب معدلات البطالة الفاحشة.
6- وفي ذروة كل هذا طرحت الكثير من القوى الشبابية في القطاع وفي نهج ديمقراطي قضية عدم مشاركة قيادات حماس للمواطنين التواجد معهم في القطاع ، خاصة وأن الكثير من الكتابات الفلسطينية تشير إلى أن الكثير من قيادات لا تعيش في غزة وبالتالي فهي لا تدرك المعاناة والصعوبات التي يمر بها سكان غزة بشكل يومي.
حقائق اقتصادية
وفي هذا الإطار يجب وضع بعض من الحقائق في إطارها ولعل منها:
1- كبرى الدول في العالم تشكو من المصاعب الاقتصادية، ولعل ما صدر عن اجتماعات البنوك المركزية في بريطانيا والهند والولايات المتحدة أخيرا خير دليل وعكس أزمات لا تنتهي ، وبالتالي إن قطاع غزة مع سلطته الموجودة يبذلون الجهود للارتقاء وتحسين الظروف الاقتصادية ليس فقط للقطاع ولكن أيضا لسكانه .
2- جميع الدول المحيطة بالقطاع أو بالدولة الفلسطينية عموما تعاني الأمرين، مثل مصر والأردن التي تعترف الحكومات الموجودة بهما بالمصاعب التي لا تنتهي على الصعيد الاقتصادي ، وبالتالي فإن السلطة في غزة تبذل الجهود ولا تدخر وسعا في سبيل ذلك .
3- هناك أزمة أخرى تتمثل في الخلاف الفلسطيني الداخلي وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي بالقطاع، وظهر هذا جليا مع غضب السلطة الفلسطينية من العرض القطري الأخير بتشغيل موالد رابع لتوفير الكهرباء بالقطاع، في ظل العجز الذي لا ينتهي للكهرباء خاصة في فصل الصيف ، وقد خرجت مظاهرات في الشوارع للمطالبة بتحسين خدمات الطاقة ، واستجابت السلطات في القطاع بل وتواصلت مع قطر لحل الأزمة ، غير أن السلطة رفضت هذا التحرك ، وهو ما سينعكس بالتأكيد على مسار هذا المشروع.
الصعيد العسكري
في نفس الوقت بات واضحا إنه وبعد شهر من الهدوء الميداني الذي أعقب معركة «بأس جنين، تواصل القوات الخاصة في جيش الاحتلال تنفّيذ عملياتها في قلب الضفة ، وكان آخرها عملية اغتيال طاولت ثلاثة من كوادر «كتيبة جنين» التابعة لـ«سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ«حركة الجهاد الإسلامي». وفيما زفّت الكتيبة شهداءها: نايف أبو صويص وخليل أبو ناعسة والشبل براء القرم، كشفت تقارير إسرائيلية أن قيادة جيش الاحتلال تعتزم إعطاء الضوء الأخضر للجيش لتوسيع نطاق حرية عمله في الضفة الغربية المحتلّة، عبر تنفيذ اغتيالات للمقاومين على غرار اغتيال الشبّان الثلاثة في منطقة عرابة في قضاء جنين شمال الضفة.
تقدير استراتيجي
عموما بات واضحا حجم الأزمات التي تعانيها غزة بصورة خاصة والشارع الفلسطيني عموما ، الأمر الذي يفرض الكثير من التحديات على الساحة السياسية الفلسطينية حاليا.