ديوان (حين تمطر السماء) للشاعرة تفاحه بطارسه
علي القيسي
08-08-2023 08:15 AM
قراءة : علي القيسي
تفاحه بطارسه شاعرة أردنية لها عدد من المؤلفات الأدبية وجلها كتب شعر ، ولها رواية واحدة ، وهي شاعرة أكثر من راوية وقاصة ،
ديوان حين تمطر السماء ،صدر حديثا ،بدعم من وزارة الثقافة الأردنية ، وطبعته دار يافا للنشر.
هذا الديوان يختلف نوعا ما عن ماكتبت في الشعر ، فهو سهل العبارة والجملة الشعرية ويحمل شكل القصيدة الحداثية ، ويحمل عناوين رقيقة معبرة عن معان سامية في الحياة والناس والحب والأهل والأصحاب ، ديوان مشرق بالألفاظ ، طيب العبارة ، سهل القراءة ، خفيف الظل والروح ، تفاحه بطارسه شخصية هادئة منسجمة ومتصالحة مع نفسها ، تحب الناس والحياة والأصدقاء ، من هنا جاءت الشاعرية واضحة في أشعارها وكتبها ، فهي تكتب بعاطفة صادقة ، لايشوبها زيف أو نفاق ، صادقة وصريحة في التعبير عن مشاعرها ، لغتها قريبة للقلب ، صافية النية في قصائدها ،، لاتهاجم أحدا في قصائدها ،لا تهجو وتذم في أسلوبها اللطيف ، تعبر عن حزنها وفرحها بهدوء دون شطط أو توتر أو مغالاة ،، هذا الديوان حين تمطر السماء ،العتبة العنوان يحمل دلالات عميقة ، فهو دال من خلال جملته الفعلية ،، وهي تحمل معنى الاستمرار في فعل تمطر ،، وهو مضارع ،، فالسماء لاحدود لها ، والمطر خير وبركة وغيث من الله ، (وجعلنا من الماء كل شيء حيّ) صدق الله العظيم ، فالغلاف باب واسع لدخول عالم الشعر والصفحات والعناوين ،، حيث أرادت تفاحه اختيار هذا العنوان عن ثقة وتأكيد ،بالرغم أن هذا العنوان حين تمطر السماء ،ليس موجودا في محتوى الكتاب كعنوان قصيدة ،فقد اختارته من خارج الديوان ، ولا أدري لماذا اختارت الشاعرة العنوان من خارج الديوان بالرغم أن هذا الأمر لايضير إن كان العنوان من الداخل أو الخارج .
تقول تفاحه في مقدمة الكتاب ( ثمرة المحبة إنه العطاء ،حين تجد اليد التي تمسك بيدك بقوة وتعبر النهر بك إلى شواطئ دون مقابل)
وفي قصيدة سيدة النور
تقول ؛
سيدة النور
أنت
بعينيك سرُ
بصوتك عزف شهي
بلون الصباح
وهنا المقصود الأم في هذه القصيدة ،
تقول: وما زلت سيدتي
تمرين عطور الأقاحي
على مبسمي
مع الفجر كنت تصلين
فالشاعرة تخص أمها بقصيدة جميلة ، تعكس محبتها العارمة الصادقة لأمها التي هي أغلى ما في الدنيا ، وهي الأم الطاهرة النقية فهي الحب الأول والآخر للفتاة والحب الصادق بدون مجاملة وبدون مقابل ،،إنه الحب الأزلي والسرمدي في الحياة في صفحات هذا الديوان نجد الصور الشعرية الجميلة ، والمجاز المقنع ، والتشبيه المناسب ، ثمة تناسق وذوق رفيع ، وألفاظ رقيقة ،فالشاعرة واثقة من أدواتها اللغوية والبلاغية والشعرية ،لذا تجدها تبث مشاعرها على الورق دون أن تحثّ وتستفز ذاتها فهي انسيابية بالفطرة ،
تقول في قصيدة عطر المساء:
أردتك سر حياتي
أردتك نبض الحياة
أردتك لي كل شيء جميل
كفصل الربيع
ولا بد في نهاية هذه القراءة السريعة ،أن أوكد حقيقة وهي أن ماكتبته ليس نقدا كما ينبغي للنقد فأنا تناولت الديوان بشكله الخارجي وليس من الداخل وتفاصيله الفنية والمذهبية النقدية الأكاديمية ، من التفكيك أو البنيوية أو الموضوعية ،، أو مدرسة نقدية أخرى فهذا موضوع طويل وعميق ولا يهم معظم الناس ، ربما يهم النخب الأكاديمية ذات العلاقة ، حتى هذه النخب لم تعد تهتم كثيرا ، في تفاصيل علمية كثيرة حول النصوص السردية والشعرية ،، نظرا لتغير الحياة ومواكبة الحداثة ، وخير الكلام ماقل ودل.
من هنا أرجو أن أكون قد أوصلت مايثلج قلوبكم ويعجب أذواقكم وترتاح له نفوسكم.