الأردن ومصر عمق جمع تفاصيل أخوية
نيفين عبد الهادي
08-08-2023 12:47 AM
الأردن ومصر، علاقات عميقة جمعت تفاصيل أخوية، تجسدت في مواقف ورؤى ومشاريع وأوجه تعاون، وتنسيق لا ينقطع وتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، علاقات شكّلت حالة سياسية واقتصادية وشعبية اجتماعية لا يُمكن أن تجد لها عنوانا سوى «مصر والأردن»، فهي حالة منفردة.
الأيام الماضية، استضافت عمّان اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة، وسجّلت هذه الاجتماعات نجاحات على مستوى ثنائي وحتى إقليمي ودولي كبيرة جدا، وعلى مختلف الأصعدة والمجالات، وربما ما يٌمكن قراءته بوضوح خلال هذه الاجتماعات بعيدا عن الطابع الرسمي، ما يربط الأردن بمصر من قُرب كبير على المستويين الرسمي والشعبي، وبدت متانة العلاقات الثنائية نموذجا يحتذى في العلاقات العربية العربية.
خلال استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، الذي ترأس وفد بلاده للمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة، تناول اللقاء الذي عقد في بيت الأردن بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ورئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، العلاقات المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، فهذه الأولوية الأردنية المصرية في أجندة مشتركة بسعي شخصي من جلالة الملك عبد الله الثاني، وأخيه فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوضع العلاقات الثنائية دوما في مكان يليق بتاريخها وعمقها، ومنحها كل الدعم لمزيد من التعاون والتشاركية في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.
وخرجت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في دورتها الحادية والثَّلاثين التي ترأس اجتماعاتها أمس رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ونظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، خرجت بتوقيع الأردن ومصر عقب اجتماعاتها 12 اتفاقيَّة للتّعاون في مجالات: رسم السِّياسات الاقتصاديَّة والرَّقابة الماليَّة، والبيئة، والشُّؤون الاجتماعيَّة، والإعلام، والثَّقافة، والتَّدريب المهني، والقوى العاملة، والضَّمان الاجتماعي، والصَّحة، والأوقاف، والبريد، كما وقَّع الخصاونة ومدبولي محضر اجتماعات اللّجنة.
ليزيد حجم التعاون بتوقيع هذه الاتفاقيات، ويشمل قطاعات تعاون إضافية، هامة وجوهرية، بشكل يؤكد عمق هذه العلاقات الثنائية التي تستند على رعاية ومتابعة عليا من جلالة الملك عبدالله الثَّاني وأخيه فخامة الرَّئيس عبد الفتَّاح السِّيسي، وتفتح أبواب تعاون جديدة تتمثل في هذه القطاعات كافة، وهي في مجملها خطوات هامة وجوهرية في مسيرة هذه العلاقات التي كما وصفها رئيس الوزراء بأنها على الدَّوام «مثالٌ يُحتذى لما يجب أن يكون عليه العمل العربي المشترك»، وتحدث عنها نظيره المصري بأن «العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها»، وتأتي مخرجات اجتماعات «العليا المشتركة» لتكمّل مسيرة التميّز والاختلاف الأردني المصري.
وطالما كانت العلاقات الأردنية المصرية حالة نادرة من التعاون والتنسيق، والتميّز، بشكل تبقى به نموذجا يحتذى، في ظل تطوّر أوجه التعاون بشكل دائم، وتوفير كل ما يلزم لجعلها بأعلى درجاتها وأكثرها عمقا ومتانة وتميزا.
الدستور