صارت كلمة «نشامى» ترد في نصوص البث المباشر الرياضية، على لسان مذيعي مصر وتونس بشكل عفوي، كلما وردت سيرة منتخب الكرة الأردني.. وهو الوصف غير المعروف خارج الأردن، مع أن الكلمة، كما كان يقول عنها روكس بن زائد، فصحى، ولها أصول عربية موثقة!!.
أترى كيف تنتشر كلمة أردنية مع مكاسب فريق كرة قدم؟، وكيف تلتصق الكلمة الأردنية بفعل أردني متميز.. ولو في لعبة كرة القدم؟!.
فيما اذكر، فإنني سمعت المغفور له الحسين رحمه الله يطلق كلمة «نشمي» على زميلنا محمد داودية أيام عمل في الديوان الملكي.. كنا «نستغيبه» في مكتب رئيس الديوان د. خالد الكركي، فابتسم رحمه الله ابتسامته الرضيّة وقال: محمد نشمي!!. وهكذا صارت للكلمة القادمة من عمق البادية الأردنية مواطن في الديوان،.. وتولاها قبل ذلك الشاعر المرحوم رشيد زيد الكيلاني في أغنية عبده موسى: «حيّهم نشامى الوطن»... التي جاءتنا من العراق لدى دخول جيشنا للقُطر الشقيق، ومساهمته في القضاء على فتنة رشيد عالي، ومجموعة ضباط قليلة، وقتها قال الشاعر العراقي: درب ابغداد اللزم بزمول خياله، «طريق بغداد اكتظ بسرايا الخيّالة»
ربع الكفافي الحمر والعقل مياله. والعقل جمع العقال!!.
ونعود إلى تأهل نشامى كرة القدم الأردنية، فنقول: إن مكاسبهم لم تكن ضربة حظ، وخاصة في المباراة مع الفريق السوري فالاستحواذ على الكرة بنسبة 65% لا يعني تفوق الفريق السوري، لأنه استحواذ محسوب في حسابات الفريق الأردني ومدربه العظيم... فالمهم نتيجة الاستحواذ، خاصة إذا لاحظنا برودة أعصاب الفريق الأردني، وثقته بنفسه، وهدوءه في تحويل الكرة إلى هدف. وخاصة الهدف الثاني حيث انتقلت كرة حارس الهدف شفيع إلى قدم المهاجم الوحيد الذي كان يرصدها عند المرمى السوري... وأدخلها بكل بساطة فيه. ثم أن الفريق الأردني كان سيكسب لو بقيت النتيجة هدفاً لهدف، لأن نقاطه كانت أعلى!!.
وسيبقى فريق النشامى.. نشمي الفرق!!.
(الرأي)