نظرية النظم السياسية واشكاليات التطبيق
د. عبدالله هزاع الدعجة
07-08-2023 04:28 PM
قدم عالم السياسة ديفيد استون مقاربات نظرية من خلال المدخل البنائي الوظيفي الذي يعني بث القيم سلطويا على مستوى المجتمع عبر سلسلة قرارات تطويرية تحقق مفهوم التكامل و الاتزان و رفع مستوى التناسقية في ديناميكية الحياة السياسية استجابة للبيئة الوطنية والدولية من خلال التمايز البنائي لمكونات النظام ووظائف كل البنى المكونه له .
إن المثل الأعلى للنظام السياسي هو البقاء و الاستمرارية ، يتجلى ذلك بالتفاعل مع محيطه الذي يصل إلى درجة الاعتماد المتبادل للوصول إلى الاستقرار الذي يعني التغيير و التكيف و الاستجابة للضغوط المتنوعة داخليا و خارجيا .
أوضح ذلك العالم ديفيد استون بواسطة المدخلات و المخرجات و المطالب و التحويل و التغذية العكسية و ما يتضمن مراحل المعالجة من أزمات الهوية و الشرعية و المشاركة و التغلغل و التوزيع و تنظيم السلطات ، و لا يمكن اختصار هذه المراحل بعجاله لان الوقوف عندها هو أهم تشخيص للحالة الاردنية الإقليمية الدولية ، و سيتم الأسباب بها في مقام آخر ، إلا أن طرح الأوراق النقاشية الملكية منذ أكثر من عقد من الزمان ، ليؤكد على المسؤولية العامة و الخاصة التي تتحملها الحكومات السابقة و كافة المؤسسات و الأفراد المعنيين بالتنفيذ و لم يكونوا عند مستوى الأمل والعمل الذي يدعو اليه جلالة الملك المعظم و عبر عن ذلك جلالته في اكثر من مناسبة .
إن تأثر المصالح الشخصية للمعنيين بالتنفيذ أولها عدم البقاء في المنصب ، وعدم تناسب امكانياتهم العلمية و الشخصية لمهامهم الوظيفية والبنائية و قصور قدراتهم الإبداعية و الابتكارية عن التقاط الإشارات و الرسائل الملكية و ترجمتها واقعا ملموسا ، و تغليب الاعتبار الاجتماعي المجاملاتي الذي يؤثر سلبا على التقييم الحيادي القيمي الموضوعي المستند إلى المصلحة الوطنية الحقة ، و معايير الكفاءة و الفاعلية و النزاهة ، ناهيك عن حالة المناكفة و الحسد السياسي و الاجتماعي و الاستقواء المعرفي الذي يظهر عبر كتابات و مقالات و منشورات مغلفة بنوايا سليمة ، كل ما سبق يؤثر على مسيرة التقدم التي يسعى لها جلالة الملك المعظم و ولي عهده الأمين و الذي عبر عنها بالخلق الأردني الرفيع ، تماما كما هم الرعيل الأول من بناة الاردن في عهد جلالة الملك عبد الله المؤسس و جلالة الملك الحسين الباني رحمهم الله .
حفظ الله الأردن العظيم و قيادته الهاشمية المباركة و سيبقى الاردن كما كان على الدوام شمسا ساطعة في سماء الحرية و العروبة و الإسلام .