أذكر جيدا «بائعة الورد» التي كانت كلما أشتريت منها ورودا تخبرني بعبارات مختصرة وسريعة عن حزنها بأنها ستبقى تبيع الورد ولا تحصل على واحده فقط لها.. الوردة ليست لها ولن تكون وهي بائعة الورد.
فالسعادة لا ترتبط دوما بما نقدمه بقدر ما نحتاجه نحن أيضا كي لا يبقى الحب الذي بأعماقنا يترنح بين البقاء والانتهاء..
ولأننا كباعة الورد نجدد أحلاما بأن نتنحى قليلا عن أدوار البطولة بحياة الآخرين علنا نحظى بورود تكون لنا يوما ما.
هي لم تكن تحتاج وردة إلا من إنسان يحملها لها لتصبح لها مكانة تختلف عن أي وردة اخرى
هي لم تتعامل في أي وقت مضى مع الوردة كحب وكتعبير عن أجمل المشاعر التي تمر بنا بالعمر.. ولكنها عندما تأتيها تلك من إنسان يختارها لأجلها فقط ستشعر حينها أنها وردة مختلفة بحجم عمرها كله. كم من المرات بحياتنا نحلم بحلم بائعة الورد رغم أننا نحيا مع ذات الاشخاص وذات الظروف كل يوم.
كم من المرات التي تمنينا بها أن نغلق أبواب القلب ونتوقف عن الحلم والانتظار والبحث عن الحب الذي يأتينا فنشعر لمرة واحدة بأنه مختل لا يشبه شيئا مر بأيامنا..
كم نتمنى أن نتنحى قليلا عن أدوار البطولة ونمنح قلوبنا مساحة لتستريح من تعب العطاء والاهتمام علها تحظى بوردة مرة واحدة تعانقها وتبوح لها.. فبعض الورود مكانتها بمن يشتمها ويزرعها بقلوب موحشة غريبة لم تعد تقوى على الحياة وتبحث دوما عن قلب يحتويها ويدا تنتشلها من انكسار لا يليق بها.
ليس لأننا اعتدنا على عطاء لا نحتاجه من الآخرين.. وليس لأننا كنا دوما في حياتهم ورودا نسقيها نحن دوما بالحب والعطاء والبقاء والصبر والمسامحة كي لا تذبل يوما.. يعني أننا لا نحلم بوردة ولو مرة واحدة نشعر بعدها بأن الحياة قد تكون عادلة بالحب.
هي لا زالت تنتظر وردة لها فقط
فأحلام الحب والسعادة لا حدود لها وحدها تبقينا نحيا بشغف الأيام وأن لم تأت تلك الوردة.
الرأي