حرق القرآن أم العراق .. أم كليهما!
محمد حسن الساعدي
06-08-2023 12:32 PM
يبدو أن الاستقرار السياسي والأمني الذي حضي به العراق، استفز قوى الاستكبار العالمي، وبدا لا يروق لهم..
هذا الاستقرار الذي انعكس على مجمل الملفات، وأهمها الاقتصادي والذي أخذ بالاستقرار والذهاب نحو النمو، بالإضافة إلى الملفات الأخرى التي عكفت حكومة السوداني على معالجتها، وبدأت تظهر معالم التوجه للإصلاح فيها، وهذا مالم يرق للكثير من القوى العالمية، والتي بدأت تنظر للعراق وقد بدأ يصبح معافى ويقف على قدميه.
سمعنا أن هناك الكثير من الملحدين وأصحاب الأفكار الظلامية حاولوا استهداف الإسلام من خلال شرفه ألا وهو القرآن الكريم، والذي يعد أسمى كتاب مقدس نزلت به السماء والتشريعات السماوية القديمة والحاضرة، بالإضافة لكونه حكم العلاقة بين بني البشر بغض النظر عن اللون والمعتقد والانتماء الديني أو السياسي، وكل هذه المحاولات لم تؤثر على قوة وتماسك هذا الدين ودستوره الإلهي، وكل محاولة منها كانت حافزاً لينتصر الإسلام مرة أخرى، ويكسب ود واحترام باقي الديانات.
ربما محاولة التكفيريين والمنحرفين الإساءة للإسلام كثيراً وفي كل بقاع الأرض من خلال أجندات مدفوعة الثمن، من أجل ضرب الإسلام من الداخل، إلا إن كل هذه المحاولات فشلت وبقيت فاشلة وبائسة من أجل تخريب وتشويه الوجه الناصع للإسلام المحمدي الأصيل .
لقد وفّر حارق القرآن الكريم "سلون موميكا" فرصة للمأزومين المستبدين داخل العراق، ليعبروا عن موقفهم السلبي تجاه هذا التطور الملحوظ في الأداء الحكومي والعملية السياسية بشكل عام، لذلك كانت الحكومة العراقية واعية لمثل هذا المخطط الذي سيهدد أمنها واستقرار البلاد، فكانت قوات الأمن العراقية في حالة تأهب قصوى مع توقع وقوع هجمات على البعثات الدبلوماسية في البلاد، وهذا ما لمسناه من خلال محاولة اقتحام المنطقة الخضراء، باستهدافهم للسفارة الدنماركية بعد قيام جماعة يمينية متطرفة هناك بإحراق نسخة من القرآن، وهذا ما عده العراق إستهدافاً لأمنه واستقراره الداخلي والذي هو جزء من مخطط لإشعال العراق وإسقاط حكومته.
عندما أحرق موميكا نسخة من القرآن الكريم في حزيران الماضي أمام مسجد ستوكهولم المركزي، كان يسعى لاستفزاز المسلمين واستدراجهم لتهديده ومنع السلطات السويدية من إعادته إلى العراق، وهذا ما يعيدنا إلى أن هناك مخططا لاستهداف البلاد، خصوصاً وأننا نعيش أزمة اختفاء الباحثة الإسرائيلية الروسية "اليزابيث" حيث يؤكد بعض العارفون بالشأن الأمني عند سؤالهم ما إذا كان ما يحدث، يتعلق بقضية المخطوفة الإسرائيلية، أو بقضية البطريرك "ساكو" أو انتخابات مجالس المحافظات.
حيث بدأ المجتمع الدولي، يمارس ضغوطه على العراق على التطورات الأخيرة، وانه بدأ يفقد الثقة بحكومة السوداني، خصوصاً وأن العراق يسعى جاهداً من أجل استعادة مكانته، وثقة المجتمع الدولي به، ما يحتاج وقتاً آخرا إضافيا في حال تغيرت سياسته اتجاه العراق.