facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلنحاسب أنفسنا ونراقبها


سارة طالب السهيل
06-08-2023 11:33 AM

في كل مرة اشاهد فيها نشاز وشواذ عن الطريق الذي تعلمته في بيتي و مدرستي و مجتمعي والذي طورت به نفسي بنفسي من العمل جاهدة على تشذيب سلوكي وتطوير اخلاقي كل مرة نحو الاحسن والعمل جاهدة على بناء نفسي داخليا بثقة بالنفس و تطهير القلب كمن يقوم بعملية الوضوء خمس مرات باليوم، فأقوم بمحاسبة نفسي و تأنيبها و تهذيبها (لست ملاك) ولا احد منا ملاك،
لكن يمكننا العمل جاهدين ان نقوم بتربية انفسنا ونحمل لها المكافآت احيانا و العصا احيانا اخرى لنقوّم ذاتنا و نطورها دوما للأفضل.

فعندما نشاهد الأشخاص الذين يقومون بأفعال ضارة وظالمة تجاه الآخرين، فإنه من المهم أن نتوقف ونفكر في تبعات تلك الأفعال، فالأفعال السلبية التي يرتكبها البعض تؤثر على حياة الآخرين بشكل سلبي وتسبب لهم الأذى والألم..

الكثير من الرجال خاصة يقومون بالاستيلاء على ميراث اخواتهم و زوجاتهم او يحرمون بناتهم من اخذ حقوقهن المالية في الانفاق او الارث زعما منهم ان يبقى الارث محصورا في رجال العائلة وكأن الانثى ليست من العائلة ويبدلون منهج الله في إنصاف المرأة و يجحفونها حقها .

والبعض منهم لا يفرق بين المرأة والرجل ويسلب حقوق الجميع كونه هو من يدير اموال أبيه و مطلع على امكانياته المالية، كما ان بعض الأمهات رغم انها امرأة فهي من تغرس هذه الافكار الجاهلية في عقول بناتها والصبيان بأن البنات ليس لهن حقوق وان الولد هو صاحب الحق و تكون بهذا قد أجرمت بحق المجتمع ونشرت افكار خبيثة فالأم مدرسة إما ان تعد شعبا طيب الاعراق كما قال الشاعر او تعد شعبا متهالكا متفرقا منكوبا كنّا اقول انا (هذا ان لم تكن الأم قد تم اعدادها مسبقا بالوعي والثقافة لتكون جديرة بتنشئة الأجيال) والذي يستغل ورثة أخوته وينام على حقوقهم، هذا السلوك الجشع يؤدي إلى تقسيم الميراث بطريقة غير عادلة ويظلم الأشخاص الآخرين الذين لهم حقوق مشروعة.

كما نجد الأشخاص الذين يستخدمون السحر لإلحاق الضرر بالآخرين، يجب أن ندرك أن استخدام السحر بأي شكل من الأشكال يعتبر ظلمًا وإيذاء للناس، ويجب أن نتجنبه ونعتبره أمرًا محرمًا وخبيثا من الممكن ان يدمر عائلات بالانفصال او المرض او الموت فمن يفعل مثل هذه الافعال المشينه ينتظر نار الدنيا قبل الآخرة لأن الكارما التي ستلحق به لن تتركه يعيش سعيدا و كل من تعاطى في هذه الامور كانت عاقبته وخيمة من مرض وشتات ومات فقيرا وحيدا منبوذا وربما أزال الله ستره في الدنيا وفضحه بأفعاله البشعة، وللأسف هذا الامر منتشرا في العالم وفي الشرق خصوصا و هو نوع من الحقد والغدر والاذى والحسد وعدم الرضا بتوزيع الله الارزاق بأنواعها على الناس.

بالإضافة إلى ذلك، هناك الأشخاص الذين يستغلون مال الأيتام ويأكلون حقوقهم، اليتامى هم من أصحاب الحقوق الضعفاء والذين يحتاجون إلى الرعاية والدعم، ولذلك يجب أن نحافظ على حقوقهم ونعمل على حمايتهم فمن اكل مال اليتيم ام يأكل إلا السحت فالمسح على رأس اليتيم صدقة وهي كناية عن تقديم الحب و الحنان و الرعاية التي يحتاجها اليتيم تعويضا عن موت و فقدان ذويه، فبدلا من ان نرعاه ونوجهه ونوفر له الحماية ونضمن له حياة كريمة الى ان يقف على قدميه يجحفون حقه و يأكلون ماله و يضروه بل و يستضعفونه فلا تمشي له معامله و لا اجراءات فهو غير ذي سند والناس في زماننا اغلبهم انقلبوا وحوشا كاسرة وهم في الحقيقة اصحاب نفوسا صاغرة فالكبير كبير النفس هو من يعطي ويقدم لا من يستبيح الضعفاء.

وهناك الانسان الاناني الذي لا يفكر الا بنفسه يتجول في الاسواق يتخبط في الناس يمينا و يسارًا وكأنه وحده في الطريق لا يحسب حساب المارّة ويطلب المساعدة قبل من كان قبله ويجلس على كرسي مخصص لكبار السن او المرأة الحامل او التي معها طفل او ذوي الاحتياجات الخاصة ضاربا بعرض الحائط كل القيم و الاخلاق و السلوكيات النبيلة، فهل ألوم والده الذي لم يعلمه ام والدته التي لم تربيه وتقوّم سلوكه؟، و ربما افكر بأنهم حاولوا جاهدين لكنه ليس ذو قابلية و ربما رفاق السوء ومن عاشر في مجتمعه علمه الأنانية وألا يرى سوى نفسه .

وذاك الذي يذهب الى المصالح الحكومية ويأخذ دور غيره، وذاك الموظف الذي يوافقه لأنه جاره او صديقه وربما لمصالح مشتركة مادية او معنوية فيعطلون مصالح الناس وينسون النزاهة والشرف والالتزام بآداب العمل وحقوق الناس.

وهذه التي تسمى (الواسطة) التي يستخدمها الناس احيانا مجبرين كون الموظف لا يريد انجاز اي شي فهو ذاهب للعمل لقبض المرتب آخر الشهر هاملا مصالح الناس والوطن وهو لا يعلم ان هذا المرتب اصبح مال حرام لأنه لم يحلله بتعبه وجهده وانجاز مهامه على اكمل وجه، بل عمل على تدمير دائرته وإفسادها وظلم من حوله، الذين يستحقون فرصة عادلة ومساحة للتطور والنجاح وانجاز معاملاتهم كما يستوجب.

ومن مظاهر الفساد الاجتماعي في مجتمعاتنا بعض الأشخاص الذين يمارسون النفاق والكذب ويتظاهرون بالتصالح والود وراء الكواليس، بينما في الحقيقة يتسببون في أذى وتحطيم سمعة الآخرين، هؤلاء الأشخاص ليسوا صادقين في تعاملهم، بل يستخدمون الأقنعة والكذب لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الآخرين يتكلمون وكأنهم قضاة وهم فاسدون ويحكمون على الناس و ينسون انفسهم وهم بحاجة اصلاح فهم بوجهك ملاك ومن خلفك شيطان يتربص لك زلاتك ليفضحك وان لم يجد لك زلة اختلقها هو ومررها للناس شائعة مشينة وان لاقاك في طريق أخذك في الاحضان ،يالهم من سفهاء جبناء...

وهناك من يتابع جهدك وتعبك وشقائك الذي اوصلك الى نجاحك بعد وقت طويل من العطاء و الجهد فيحسدك لأنه كان جارك او صديق طفولة او قريبك فيعاتب نفسه بأنه لم يجتهد مثلك، ولكن عتابه لنفسه لا يحثه على الاجتهاد و العمل بل يحثه على محاولة تدميرك و تقطيع مجاديفك وبث الكراهية من حولك وتحريض الناس ضدك ومحاولة العبث في مكان عملك والتشويش عليك وربما يكون هذا الشخص ليس من زملائك بل من سن والدك او والدتك رجل كان ام انثى فهو يحمل ٣٠ او ٤٠ سنة زيادة على عمرك ولكنه لم يأخذ من هذه السنوات حكمة العجوز الحكيم، بل ازداد حقدا وحسدا وحسرة على نفسه والكارثة ان بعضهم متحقق ذاتيا ولكنه يستخسر على غيره الاستحقاق بل يريد ان يستحوذ على كل شيء شرا و انانية و احيانا يكون هذا الشخص من اصدقائك .

وكما يقول المثل :
ذو الأصل الطيب حتى في عداوته شريف
وقليل الاصل غدار حتى في صداقته

واحيانا قليل الاصل بيكون من عائلة اصيلة للأسف، ولكنه لم يتبع اصله بل تبعه هواه ونفسه الملوثة، لكن (ان الله لا يصلح عمل المفسدين)، ومثل هؤلاء لا تردوا عليهم بمثل ما فعلوا فتصبحوا مثلهم، بل ردوا عليهم كما قال اخي الشاعر :

حطيت بيني وبين أهل الردى حاجز :
‏إفعولهم ضايعة ما تشبه فعولي !

‏والله ماني على رد الخطا عاجز
‏لكني أحشم مقامي وأحترم قولي !

هناك أيضًا من يقوم بتلفيق الأكاذيب وتشويه سمعة الآخرين من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو مصالح سياسية، يستخدمون أدوات الكروت السياسية والافتراءات الكاذبة لتشويه صورة الناس وإساءة سمعتهم، وهذا أمر غير أخلاقي ويجب أن نقاومه فإذا كنت انت تعارضني فكريا او سياسيا او دينيا فناقش الافكار و اغلبني ان استطعت، ولكن لا تناقش الاشخاص بأمورهم الشخصية استخدامات مستواها القاع و الأدهى و الأمر سبيلا هو التلفيق بما ليس فيك و ترويج الاقاويل و الشائعات و في زمننا هذا دبلجة الصور و تلفيق الوثائق في عصر التكنولوجيا.

ولا ننسى الأشخاص الاشرار الذين يسعون لتعطيل مصالح الآخرين ومنعهم من تحقيق نجاحهم وتقدمهم حقدا وغيلا بالوشاية و التخريب بكل الوسائل التي تطالها ايديهم، يُعرقلون التقدم ويستخدمون وسائل مشبوهة وغير أخلاقية لتحقيق أهدافهم الشخصية، مما يضر بالمجتمع ويعيق التنمية والتقدم الشامل ليس فقط على صعيد الأشخاص بل الوطن بأكمله.

في بلاد الغرب يصنعون علماء و فرسان و شعراء و قادة و يقدمون لهم الدعم والمساندة حتى يصبحوا شيئا كبيرا يستطيعون من خلاله خدمة الوطن والناس و البشرية، اما في بلاد العرب فيدعمونه باللهجة العامية اي يدوسون عليه و (يعطوه الاسافين) كما يقال باللهجة الدارجة.

ومن الأفعال اللاإنسانية التي يجب أن نتجنبها هو جرح الآخرين، ظلمهم، قهرهم والغدر بهم. يجب أن نكون متعاطفين ومحترمين فمن يعاير الناس بشكلهم او لونهم او ملابسهم او فقرهم او مستوى تعليمهم اذا كانوا غير قادرين او مستوى ذكائهم الذي اعطاهم اياه الله انه التنمر بحد ذاته و انه كسر القلوب و جرح النفوس فمن يفعل هذا هو صاحب قلب اسود شرير لا يراعي مشاعر الاخرين ولا ينتبه على كلامه ظنا منه انه صاحب دم خفيف و معلق رياضي طريف و ما هو الا قليل الأدب و عديم التربية، و بعضهم يظن انه يرضي الحضور بتنمره على شخص ضعيف ليس له قوة او سند في الجلسه فيتآمرون عليه و يصنعون منه اضحوكة الجلسه يالهم من ضعفاء لا يستقون الا على الضعيف المنكسر ولكن الله سينتقم منهم بأشخاص اقوى منهم تعاملهم نفس المعاملة فالدنيا دوارة .

أما من يستخدم الاذية بزعم انه صريح، فالصراحة لا تمت لجرح الاخرين بصلة فإن اردت نصح انسان انصحه بينك وبينك لا احاول فضحه وكشف عوراته امام الاخرين، فإن كنت انسانا اصيلا سوف تعامل الناس بالعدل و الرحمة و الطيبة ولا يمكن ان تسبب الألم و التعاسة بما يتعارض مع قيمك الاخلاقية والانسانية التي تربيت عليها، فدع الناس يدعون بالرحمة لوالديك بدلا من ان يتصورونهم بصورة بشعة نسخة عنك.

ومن الأفعال الضارة التي يجب أن نتجنبها هي أن نكون سببًا في خراب بيوت الناس. يجب علينا أن نحترم خصوصية الآخرين وأن نعمل على بناء وحماية المجتمع والأسرة، بدلاً من تدميرها وتفكيكها فالكثير من الرجال والنساء يستخدمون النميمة و يعطون النصائح المدمرة لخراب البيوت و تفكيك الاسر ظنا منهم انهم اقوياء او مصلحون اجتماعيون و احيانا بقصد الدمار و الخراب غيرة و حقد و حسد، فاتقوا الله بالبيوت العامرة فالوشاية بين الازواج او الخطاب و تمرير عيوب كل منهم للاخر و التفريق بينهما ما هو الا عمل ينم عن عقد النقص وعدم الثقة بالنفس.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نحذر من طعن عرض الآخرين وإلحاق الضرر بهم، عرض الإنسان هو شيء مقدس ويجب علينا أن نحترمه ونحافظ عليه. عندما نقوم بطعن عرض الآخرين وإيذائهم بالأقاويل والافتراءات، و تخرب البيوت و تعطل الاعمال وتدمر الاسر فهل هذا امر يجعل الظالم يستريح ويفرح و يتنفس الصعداء حسبي الله ونعم الوكيل في كل من تكلم ظلما و بهتانا في اعراض الناس وتجرأ على ستر الله وكشف عورات البشر، والادهى من هذا اذا كان من الاساس كذب و افتراء و اخبار مضللة ولها اهداف تدميرية لاسباب غيرة سيدات او حقد رجال او لأسباب سياسية او اسباب اخرى .

التزم الصدق والنزاهة في تعاملك مع الآخرين، فالكذب والافتراء يؤديان إلى تدمير الثقة وتفكيك العلاقات الاجتماعية والأسر وبالتالي دمار المجتمع بأكمله .

في النهاية، يجب أن نتذكر أن الدنيا مسألة وقت وأن الرحيل لا مفر منه، لذا يجب أن نستعد للحساب عن أفعالنا ونعمل على أن نكون أشخاصًا يسعون للخير والعدل والإحسان في كل تعاملاتنا مع الآخرين..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :