نتمنى على كافة أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية ومدارس وكالة الغوث والثقافة العسكرية ومدارس المخيمات السورية في مختلف مناطق المملكة قاطبة ، الاستجابه لتوجيهات وزارة التربية التعليم ، والداعية الى ضرورة التحاق أبنائهم في البرنامج الوطني العلاجي "الفاقد التعليمي" ، الذي من المتوقع ان يكون له آثر في تحسين قدرات الطلاب التعليمية على مدى فترة تعلمهم القادمة ، فعلى أولياء الأمور أن يتحملوا مسؤولياتهم كآباء تجاه ابنائهم ، فالوقت يمر ، والامر يتعلق بمستقبل الطلبة التعلمي ولا يحتاج إلى تردد ، والمطلوب المساعدة في تعويض الطلبة عما فاتهم من تعلم بقدر المستطاع، فالملاحظ أن الوزارة تسعى بمسؤولية كبيرة الى ترميم الفجوة التي أصابت التعليم ، حيث ومن خلال دراسة اجريت من قبل منظمة "يونيسف" العام الماضي على أكثر من ٨٠٠ ألف طالب ، اضافة الى دراسة أخرى من منظمة (usaid) اجريت على عينة من نحو ٣٠ ألف طالب ، وخلصت كل منهما إلى وجود فاقد تعليمي كبير جدا ومقلق وصل الى أكثر من ٦٠ % ولا يوجد خيار إلا معالجته .

ان المبدأ الأساسي في التعامل مع الفاقد التعليمي هو زيادة عدد ساعات التدريس ، ما يتطلب زيادة العام الدراسي المقبل بواقع أسبوعين في الفصل الدراسي الأول ، وأسبوعين في الفصل الدراسي الثاني ، مما اضطر وزارة التربية والتعليم تعديل التقويم المدرسي للعام الدراسي المقبل ٢٠٢٤/٢٠٢٣ للمدارس الحكومية، ومدارس الثقافة العسكرية، ومدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "أونروا" ، حيث تم الإعلان عن التقويم الجديد استنادا إلى الخطة الوطنية للبرنامج العلاجي التي تستدعي تنفيذ إجراءات تهدف إلى علاج الفاقد التعليمي لدى الطلبة، والتي تستهدف الطلبة في الصفوف من الرابع وحتى التاسع ، بحيث يتم التركيز على المفاهيم والمهارات الأساسية ، للبناء عليها في مراحل لاحقة ، كما وأن هناك خطة لمعالجة الفاقد التعليمي في الصفوف الثلاث الأولى ، وبذلك فان دوام الهيئات التدريسية يبدأ يوم ١٣ / ٨ / ٢٠٢٣ ، بينما يكون يوم ٢٠ / ٨ / ٢٠٢٣ بداية لدوام الطلبة .

خطة الوزارة لمعالجة الفاقد التعليمي ، جاءت وفق منهجيات علمية ودراسات وأبحاث ، فقد استعانت بخبرائها التربويين المختصين واسندت إليهم مهمة اعداد وتصميم منهج تعليمي ملائم لهذا البرنامج ، وإعداد مصفوفة المفاهيم والمعارف والمهارات والنتاجات الأساسية ، حيث اعدت مادة تعليمية مرنة ، في الرياضيات واللغة العربية وباقي المواد ، تتضمن (١٣) إجراءً علاجياً ، منها إعداد أوراق خاصة تدعم المنهاج ، وهي أوراق ضرورية ليكون الطالب قادرا على متابعة المنهاج المخصص للصف الذي يدرس فيه ، اضافة لتوجيه النشاطات الخاصة والمبادرات للمدارس الأقل ضعفا ، والسعي الى تدريب الكوادر التعليمية على أساليب تدريس جديدة ، ضمن برنامج تدريبي خاص ، حيث من الضرورة بمكان تمكين وتحفيز المعلمين العاملين ، ورفع قدراتهم ، وتطويرها والاستفادة من خبرات الكثير منهم بما يتناسب وأهداف البرنامج ، بالاستعانة بالمصادر التعلمية المتنوعة ، والأنشطة التعليمية المختلفة ضمن المسارات التعلمية ، ودروس التقوية العزيزية ، واستغلال الطلبة أنفسهم من خلال الطلبة المتفوقين في التدريس، واستخدام المنصات والنوادي، ومن المتوقع ان تطبق هذه الاستراتيجية لثلاث سنوات على الأقل.

يجب أن نعي تماماً ، اننا الان أمام مسؤولية كبيرة ضمن مرحلة تتطلب منا تعاوناً جاداً مشتركاً من أجل حضور الزامي للطلبة ، وفي ذلك دعونا نتكاتف سويا من أجل مصلحة ابنائنا الطلبة ، حيث ينْبَغِي تَضَافُر كافة الجُهُود للتغلب على مجمل التحديات لِتَحْقِيق اقصى فائدة لفلذات اكبادنا ، فما نحتاجه اليوم "حملة توعية وطنية" ، وبمشاركة مختلف القطاعات بما فيها كافة المتداخلين في العملية التعليمية ، من تربويين وأولياء أمور وطلبة ومؤسسات مجتمع مدني وكل من له علاقة لانجاح هذا العمل .

واخيراً ، فان وزارة التربية والتعليم نظمت هذا البرنامج العلاجي التعلمي في خطوة أرادت من خلالها إعادة هندسة عملياتها الداخلية ومكوناتها التعلمية من جديد ، وفق أطر واستراتيجيات واضحة ومعلومة ، وبالشكل الذي يضمن اعادة تعزيز البناء التعليمي لأبنائنا الطلبة ، ليستطيع الطالب أن يوجه بوصلته ويحدد أهدافه في التعاطي مع المعرفة والمهارات والنتائج التعليمية التي كان مخططا لها ولم تتحقق .

بقي ان أقول ، ان علينا أن نعي تماماً أن نجاح وزارة التربية والتعليم في هذا العمل وتحقيق اهدافه ، ليس بالأمر السهل ، فما زالت الوزارة تواجه مجموعة من التحديات التي تستطيع بهمه كوادرها التربويه التغلب عليها ، لتتمكن من تحقيق اقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة والحلول المتوفرة ، متأملين أن تنجح الوزارة بهمة الجميع في تحقيق أهدافها التربوية المرجوة وتحقيق غاياتها المنشودة .

والله ولي التوفيق