حوارية لمركز القدس للدراسات لتحفيز المشاركة في الانتخابات بمادبا
05-08-2023 09:34 PM
عمون - نظم مركز القدس للدراسات السياسية، باستضافة كريمة من نادي الوحدة، حوارية بعنوان: "جماهير مادبا تسأل وقادة أحزابٍ يجيبون... كيف نحفز المشاركة ونرفع نسب الاقتراع؟"، تحدث فيها كل من الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأستاذ مراد العضايلة، ورئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأستاذ جميل النمري، وبمشاركة حاشدة (أكثر من 100 مشارك ومشاركة) من فعاليات مادبا وأعضاء مجلس محافظتها ونقابيين وحزبيين وفعاليات شبابية ونسائية.
وبدأت "الحوارية " بكلمة ترحيبية لنادي الوحدة، قدمها الدكتور يوسف أبو سرور، عضو الهيئة الإدارية للنادي، رحب فيها بالمشاركين والمتحدثين، مؤكداً على أهمية اللقاءات الحوارية الدائمة مع جمهور المواطنين لرفع الوعي العام والحث على المشاركة الحزبية والانتخابية.
وتولى مدير مركز القدس للدراسات السياسية الأستاذ عريب الرنتاوي التقديم للحوارية، بكلمة رحب في بدايتها بالمشاركين والمتحدثين، مبيناً أن الهدف من هذه الأنشطة هو توفير مزيد من الفرص للأحزاب للتعرف على مواقف وأولويات ومخاوف المواطنين، وتأمين منصة للفاعلين والنشطاء، لإسماع أصواتهم لقادة أحزابهم، عارضاً جملة من العوامل والمسببات، التي أدت إلى ضعف المشاركة السياسية وتدني نسب الإقبال على الاقتراع في الانتخابات العامة.
وشدد الرنتاوي على أنه في الوقت الذي تبدو فيه مخاوف المواطنين وتحفظاتهم، حيال المشاركة في العملية الحزبية والانتخابية، مشروعة ومفهومة تماماً، إلا أنه لا يمكن الركون إلى هذا الحال، وأن علينا جميعاً توسيع نافذة الفرص التي فُتحت في ضوء مخرجات "اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية"، مؤكداً أن معدلَ اقتراعٍ يقل عن 30 بالمئة، سُجّل تكراراً في آخر انتخابات، لا يمكن أن يكون مقبولاً، ولا يليق بالأردن والأردنيين.
وتحدث في الورشة كل من العين جميل النمري رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي أشار في مداخلته إلى أن الإصلاح السياسي هو بداية الطريق للوصول للنظام الديمقراطي، مُشيراً إلى أن الأحزاب السياسية ما زالت حتى إشعار آخر، الأداة الوحيدة للمشاركة في صنع القرار، ولفت النمري إلى أن أحد أسباب انخفاض نسب الاقتراع في مناطق الكثافة السكانية حيث وصلت النسبة في هذه المناطق إلى 6-7% ، إنما يعود لارتباط الانتخابات بالمرشحين فدوافع الإقبال على الاقتراع عادة ما ترتبط بالمرشح.
من جهة أخرى أشار النمري إلى أن وجود تطور ملحوظ في الحالة الحزبية يتمثل في اتساع الحوار بين الأحزاب على اختلاف تياراتها السياسية وهو ما اعتُبر مؤشراً ايجابياً، مشدداً على أهمية العمل لتوسيع نافذة الفرص لتعزيز المشاركة ومغادرة العزوف.
وفيما يتعلق بالحزب الديمقراطي الاجتماعي أشار النمري إلى أن الحزب يسعى لتطبيق برنامج يحقق الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، وربط الديمقراطية بالعدالة الاجتماعية بُغية تحقيق الصالح العام.
المهندس مراد العضايلة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي توقف في مداخلته عند أسباب ضعف المشاركة منوهاً إلى أن بقاءها من شأنه تعميق الفجوة بين المواطنين وصناع القرار، داعياً إلى توفير مناخات مرافقة للتحديث السياسي تساعد على تحفيزه وليس تراجعه، من مثل إطلاق الحريات العامة، منوهاً إلى أن هناك إجراءات وسياسات تسبق الانتخابات تعمل على إضعاف نسب المشاركة فيها، متوقفاً بشكل خاص أمام "الآثار السلبية الخطيرة" لمشروع قانون الجرائم الالكترونية.
ودعا العضايلة إلى الاستفادة من الفرصة المتاحة والمتمثلة بقانوني الانتخاب والأحزاب مؤكداً أن الرد على أية خطوات أو سياسات من شأنها عرقلة الإصلاح السياسي هو المشاركة بكثافة في الانتخابات لجعل اللاعب بنتائجها أمراً صعباً، ولإفراز برلمان قوي قادرٍ على أداء مهامه على أكمل وجه.
واختتم العضايلة حديثه بدعوة المجتمع الأردني لحماية نفسه بالتوجه لانتخاب برلمان قوي قادر على قراءة ومراجعة كل ما يُحال اليه بتمعن ويمارس أدواره التشريعية والرقابية، مؤكداً أن تجربة نواب الخدمات قد أثبتت فشلها، كما أكد على أن المشاركة في الانتخابات هي إحدى أدوات تعزيز منعة الأردن في مواجهة التهديدات الخارجية وبخاصة تلك التي تصدر عن اليمين الإسرائيلي.
وشهدت الورشة حواراً فاعلاً بين المشاركين والمتحدثين، حيث تدافع نشطاء ومشاركون لطرح مداخلاتهم وأسئلتهم وانتقاداتها، وتركزت ملاحظات الجمهور حول أسباب العزوف عن المشاركة، ومن أهمها من وجهة نظر متحدثين، الضائقة الاقتصادية وتفشي معدلات الفقر والبطالة، وضعف الثقة بنزاهة الانتخابات وسلامتها، ودور المال السياسي، والمخاوف من تبعات المشاركة السياسية والحزبية والتدخلات الحكومية في العمل الحزبي والبرلماني وضعف الثقة بالمؤسسات الحكومية والبرلمانية والحزبية.
ووجه مشاركون انتقادات حادة للأحزاب السياسية، لضعف قدرتها على جذب اهتمام المواطنين، وبالذات الشباب والنساء، وأدوار بعضها في إعادة تجديد نخب سياسية قديمة، في حين يتطلع الأردنيون لأحزاب تمثلهم وتعبر عن مواجعهم وآمالهم.
وتولى المتحدثون الرد والتوضيح على الأسئلة والمداخلات، واتسم النقاش في بعض لحظاته، بدرجة من "السخونة"، التي تنم برأي مشاركين، عن الاهتمام بالمشاركة المقرون بالمخاوف والمحاذير والتحفظات، وضعف الثقة واليقين.
وهدفت الحوارية من بين ما هدفت، إلى التعرف على أليات عمل الأحزاب السياسية في توسيع قاعدة شعبيتها وعضويتها في الأردن عموماً، وفي محافظة مادبا على وجه الخصوص، إضافة إلى الوقوف على المشهد الحزبي ومستوى تفاعل جمهور المدينة مع الحراك الحزبي النشط الذي نجم عن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في سبيل نشر الثقافة الحزبية وحث المواطنين على الانخراط في العمل الحزبي.
وتأتي هذه "الحوارية" في سياق مشروع ينفذه مركز القدس للدراسات السياسية في مختلف محافظات المملكة، تحت عنوان: "الحملة الوطنية لحفز المشاركة ومغادرة العزوف"، حيث سبق تنظيم حواريات مماثلة في كل من البقعة – عين الباشا والرصيفة، وتولي الحملة اهتماما أعلى بالدوائر الانتخابية التي سجلت تاريخياً، معدلات إقبال على المشاركة والاقتراع، أقل بكثير من المتوسط الوطني العام، وسيواصل المركز حملته في الأسابيع القادمة، في بعض دوائر العاصمة وإربد والزرقاء.