عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة نشهد له نشاطات ، على الأقل ، إعلامية في الوسط الحزبي ، وكأن الغالبية من هذه الأحزاب لا علاقة لها بما يجري من أحداث على الساحة المحلية ، أو في القضايا العربية المختلفة .
قوانين مختلفة وتهمّ كل مواطن أردني ، غابت تماما عن أجندة الكثير من الأحزاب ، وهي التي يقع على عاتقها إبداء الرأي والتعليق ، سواء بالرفض أو القبول ، أو حتى المناقشة ، ومن كل ذلك لم نلحظ شيئا سوى من عدد محدود منها .
ومن الواضح أن عددا كبيرا من الأحزاب السياسية اتخذت سياسة الإنزواء ، كما كان حالها في السابق ، وهو أمر لا يبشّر بأي خير ، وربما يقود للتشاؤم من الحالة الحزبية القادمة .
وإذا كان الحصول على الترخيص هو نهاية المطاف للغالبية من الأحزاب ، فتلك مصيبة كبيرة ، فنحن لا نحتاج لأحزاب هي مجرّد أرقام لدى الهيئة المستقلة للإنتخابات ، بل بحاجة لأحزاب تكون هي صوت المواطن الحقيقي .
الأحزاب القائمة سابقا لا صوت لها ، فقط الأحزاب حديثة العهد هي التي تعمل ، وهي التي نسمع صوتها ومواقفها ، وإذا كانت الأحزاب القائمة في السابق قد قررت الإستمرار في نهجها السابق ، فعليها السلام ، فلن يكون لها أي تأثير في حياة الأردنيين .
الأردن ينطلق نحو مرحلة متقدمة من العمل الحزبي ، ويجب استثمار ذلك جيدا ، أمّا البقاء على نفس الحال السابق ، سيجعل الأحزاب تدور في نفس الحلقة ، وتستمر في حالة الإنزواء وكذلك التهميش .
تحديات كثيرة وكبيرة تنتظر الجميع ، والشعب في النهاية هو الذي سيقرر من سيستمر ومن سيغادر ، فالأصل اقتناص الفرصة التي ربما لن تتكرر ، ونحن ننتظر ما هو قادم ، والإنتخابات النيابية ليست ببعيدة عنّا .