الجميع يبحث عن التطور الفكري والتكنولوجي لمواكبته ولكن في لمحة سريعة أرى شخصيا أن التطور أفرز مجتمع جاهل وأجيال فارغة من بين كل ألف تجد واحد أو اثنان من المبدعين العباقرة المبتكرين والباقي يمارسون اعمال التهريج خلف شاشات هواتفهم الذكية لم يعد للعلم قيمة اقترح أن يتم بناء (مراكز محو الجهل) بدلا من مراكز محو الأمية وفي صورة توضيحية أكثر عندما نشاهد صور قديمة باللونين الأبيض والأسود في الأردن وفلسطين ستجد أن الشوارع نظيفة والناس يرتدون ملابس مرتبة ونظيفه تعتليها الطربوش في تلك الحقبة تجد أن هناك اهتمام كبير في العائلة وهناك صورة سنوية تجمعهم وهم بكامل اناقتهم كان الطالب يبحث عن العلم والمعرفة كان هناك قيمة للمدرسة وحلم وطموح للوصول إلى الجامعة ومن ثم اكمال الدراسات العليا..

كانت الاهتمامات والأحلام لها طعم مختلف وكانت سياسات الدولة بالضرائب لا تزال بسيطة ومريحة اليوم للأسف زاد الجهل بين طلبة المدارس فالعلم والمعرفة المكتسب في المدرسة ينتهي بإنتهاء سؤال الاختبار في منتصف أو نهاية العام الدراسي وتعود الذاكرة صفحة بيضاء لتتسخ بوسائل التطور التكنولوجي أطفال زمان كانوا يحترمون الكبار ويتكلمون معهم بأدب واليوم بالتربية الحديثة في البيوت والمدارس ترى بأن هذا الطفل أو الشاب يتحدث مع الكبار بقلة من الأدب والاحترام والتطاول والأهل يغطون على هذا التصرف بكلمة (لسه صغير مش واعي) بدلا من معاقبته وتعليمه أسس التعامل بالأخلاق وتقريبه من الدين الاسلامي وبما أنني ذكرت الدين الاسلامي لابد من إنصافه حيث باتت بعض الكتب تخلو من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والتي هي أساس رسالتنا الدنيوية وبالقرآن الكريم مفاتيح أسرار العلم الذي لم يكتشف بعد

عن اي تطور نتحدث عندما يغيب الدين وتكثر الجريمة وعندما يغيب العلم المبني على الثقافة والمعرفة أصبحت هم مناهجنا هي كيف نتقبل من هم ضد قوانين الطبيعة البشرية والعمل على إنشاء جيل (لا يقرأ لغته العربية) من أجل التطور والرقي ولا يستطيع قراءة القرآن الكريم وتفسيره حيث أصبح القرآن بالنسبة لهم من الكتب المعقدة القديمة المنتهية الصلاحية فقط نتبرك بشكله في منازلنا ونستخدمه ديكور في السيارات تحت أشعة الشمس.

فعلا عن اي تطور تتحدثون لو كان الدكتور عمر الخطيب لا زال على قيد الحياة وسأل أحد طلبة الجامعة سؤالا واحدا من برنامجه بنك المعلومات سنبكي من جهل طلابنا فلا برامج ثقافية على التلفاز حتى في شهر رمضان تم استبدال المسلسلات التاريخية التي تعلمنا وتذكرنا، بمسلسلات البلطجة والراقصات والبرامج الكوميدية السخيفة والمحتويات الهابطة وعندما نسأل أنفسنا لماذا نجحت لأننا أصبحنا مجتمع جاهل لا يتقبل إلا المحتوى الهابط التافه.