الماء بين أيدينا .. أنستجديه!
شحاده أبو بقر
19-01-2011 02:42 AM
شهران فقط ربما وسنبدأ معاناة «العطش» فنحن ولا فخر، ثالث افقر بلد في العالم في مجال المياه، في وقت تقول المعلومات فيه، ان الله جلت قدرته يجود علينا سنويا وفي المعدل العام بنحو (5ر8) مليار متر مكعب من مياه الامطار، بينما لا تتجاوز قدرتنا على التخزين اكثر من (250) مليون متر مكعب فقط!
هذا واقع صعب، وبارادة الله جلت قدرته هو الحياة مصداقا لقوله تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي» صدق الله العظيم، فحيثما توفر الماء توفرت الحياة والعكس صحيح تماما!
باختصار الماء متوفر.. «شتوة ليله واحدة» قادرة باذن الله وعونه اذا ما أحسنا الاعداد لها ان تكفينا مؤونة الماء لغايات الشرب والري والخدمات لعام واكثر ربما، والامر يتعلق فقط بحملة وطنية شاملة لهذا الغرض.
الحملة الوطنية التي اعني لا تتعلق باحالة عطاءات ومناقصات لانشاء سدود وما شابه، وانما بتوظيف الآليات التي تملكها الدولة في وزارات الاشغال والمياه والزراعة وامانة عمان والبلديات وغيرها في مجهود وطني شامل لاقامة سدود صغيرة على كل اودية الاردن في كل قرية ومدينة ولواء ومحافظة وحفائر في طول البادية وعرضها بعد ان يكون المهندسون الاردنيون المختصون قد حددوا اماكن هذه السدود الصغيرة (حواجز مائية) بحيث يتوفر خزان ماء ترابي على مجرى كل واد.
مثل هذا العمل الوطني المنظم كفيل ليس بسد حاجتنا الملحة من المياه وحسب، بل وبرفع اسم بلدنا من قائمة المتخلفين مائياً الى قائمة المتقدمين على هذا الصعيد، ونحن في غنى عن اقامة سدود كبرى بملايين الدنانير مع ما يخالط من اجتهادات وملاحظات، وانما نحن فقط بحاجة الى من يعلق الجرس للشروع وفوراً في حشد مجهود وطني شامل يشارك فيه الجميع لاقامة منظومة متكاملة من السدود الترابية الصغيرة في طول الاردن وعرضه لنرى عندها كيف سيكون عليه الحال.
اذهب الى ما هو ابعد واقول ان ارادتنا ستكون اكثر استقلالاً عندما يتوفر لنا الماء لكل الاغراض. وفي هذا جواب على تساؤل «مجتهد» حول مدى علاقة الماء بالسيادة وذلك تعقيب ذكي منه على مقال سابق لي بهذا الخصوص.
(الرأي)