أخذتني روعة التعبير عندما كنت في حضرة معالي سمير مراد، وهو أيقونة العطاء، شخصية وطنية مستمرة بالتفاني في بناء الوطن حيثما كان، لقد قدم كلمته الصّادقة في الحديث عن مشاريع تنمويّة ورياديّة تقودها مؤسسات المجتمع المدني ّفي الأردن وتحدث وصدق بالحديث، أهم ما جاء في الكلمة الصّادقة مفهوم المرأة الاقتصاديّة، عندما قال نحتاج لهذا النموذج كي نعزّز الإنتاجيّة وننتقل بالأسرة للأفضل وبالتّالي يعود النّفع على المجتمعات.
هنا توقفت عن الاستماع وذهبت بعيدًا بخيال يلاحق المعاني والوصف كيف تكون هذه المرأة، لكنّني تذكرت وجهة نظر أخرى تحذرنا من الفخ الذي قد تقع فيه المرأة عندما تعيش في وهم الرّيادة والإنتاجية التي تنتهي بها في قروض وسداد ديونها لمبالغ زهيدة أنفقتها الاسرة على أولويّة خاصّة في الوقت الذي كانت تعيش المراة زهوًا كبيرًا من الإعجاب والتّقدير من حولها ؛ بحجة دعم المجتمع وتشغيل المراة لتسقط في فخّ انهيار حياتها الأسرية والاجتماعية وتخسر الاستثمار الحقيقيّ في الأبناء والزّوج الذين انشغلت عنهم بالمشاريع الوهميّة ، المراة اليوم مستهدفة لتخسر شركتها الأولى التي تأسست مع شريك حياتها والاستثمار المنشود في بناء الأسرة والأبناء.
عودة للحديث عن كونها صاحبة عمل رياديّ بسيط وقد تكون صاحبة شركة عالميّة، وبكلّ الأحوال في كونها اقتصاديّة لا يعني الفهم التقليديّ أنها تقتصد في الاستهلاك وتتعامل مع الأمور المالية بتفكير توفيريّ ويسود هذا الاعتقاد لدى البعض لأنّ المتعارف عليه عن المراة الغير اقتصاديّةّ طبيعة ما اعتادت تفعله من استهلاك وإنفاق أو تبذير أو ترف ومها كانت الظرووف الاجتماعيّة التي تعيشها، ففي بعض الحالات هناك جحود وإنكار للنّعمة ، ولكن يتعدّى ذلك المعتقد حدود الوصف عند بعض الناس بحيث يقع ظلم على المرأة عندما يحملها البعض سبب الفقر والانهيار الماليّ والاقتصاديّ الذي يعاني منه الرّجل والأسرة وهذا ما تعاني منه مجتمعات كثيرة ، إنّنا نتحدث عن نموذج اقتصاديّ واجتماعيّ متكامل هذا المصطلح الخاصّ ( المرأة الاقتصادّية) يجعلنا مشحونين بالأمل لأنّه يتحدث عن الإنتاجية التي تحقّقها المرأة في الحياة ، فإنّ أعظم ما أنتجته هو ( أنت وأنا )، هي منتجة المجتمع الأولى، بعدها نتحدث عن تحقيقها للنّجاح بكونها ليست مستهلكة بلا إنتاجيّة يعود ذلك على الجميع بالخير ، هي صاحبة المشروع الرياديّ الأنجح إذا شجعت زوجها او أبناءها وساعدتهم على الابتعاد عن الوظيفة والانطلاق في عالم التّجارة والصناعة والزّراعة والتعليم والصحة… الخ، ليكونوا منتجين غير معتمدين على راتب ووظيفة تجسّد العبوديّة الطوعيّة ، هي امرأة اقتصاديّة في مشاريع صغيرة أو كبيرة تقودها وتشرف عليها وتنفّذها وتقدم إضافة الى العالم الذي تعيش فيه .
الجوانب الاقتصاديّة كثيرة جدًا لتنال المرأة هذا اللقب وأولها نجاحها في تعظيم راس المال البشريّ في بيتها الذي هو أساس إنتاجها ونجاحها وقد تنطلق لمسافات بعيدة في مجلات كثيرة فهي الطبيبة والمهندسة والمعلّمة والقائد القدير في تربية الأجيال القادمة ومن خلال هذا الأساس وهذا التّفكير الاقتصاديّ نحقق الاقتصاد المستدام .
كم تخيّلت عظمة جمال المرأة الاقتصاديّة، ملامح وجهها في مخيلتي وقوّة شخصيها، وجمال روحها، وعذوبة كلامها، وبريق فطنتها .
رسمت في مخيلتي للمرأة الاقتصاديّة صورة جماليّة عذبة، وانطلقت بعدها أبحث عنها في واقع الحياة، قد تكون هناك أو هنا، من منكم شاهد أو تعرف على المرأة الاقتصاديّة.
دمتم بودّ ..