في مقالة لمعالي الدكتور بسام العموش في عمون الإلكترونية جاء فيها بأن أي حكومة تستطيع أن تقترب من الناس وتبُـِر بقسمها على خدمة الأمة.
عرفتُ الدكتور العموش عن قرب عندما كان وزيرًا للتنمية الإدارية وكان شديد الانتماء لتراب هذا الوطن.
طالب العموش في مقالته على أن يتولى القطاع الخاص صاحب الأرباح العالية ترميم المدارس وأمور عديدة أخرى، وماطالب به الدكتور بسام يندرج تحت المسؤولية الاجتماعية للشركات وحتى الأفراد القادرين على خدمة المجتمع.
المسؤولية الاجتماعية هي نظرية أخلاقية يكون فيها الأفراد مسؤولين عن آداء واجباتهم المدنية وأن يستفيد المجتمع بأسره من أفعال شركات الأعمال والفرد القادر.
بهذه الطريقة يصبح هناك توازن بين النمو الاقتصادي ورفاهية المجتمع والبيئة، والحفاظ على هذا التوازن تتحقق المسؤولية الاجتماعية، وعكس ذلك أي إذا كانت الأفعال والقرارات لاتدخل في صالح المجتمع والبيئة يعتبر ذلك اجتماعيًا غير مسؤول.
في دول العالم عملت الشركات على تطوير نظام للمسؤولية الاجتماعية حسب البيئة التي تعمل فيها الشركات.
جاء هذا التطور من قبل الشركات ضمن استراتيجياتها حتى أصبح عنصرًا هامًا في تعزيز سمعتها الأخلاقية في المجتمع مع الأخذ في الاعتبار أصحاب العلاقة (المستثمرين، العاملين، المجتمع والبيئة.... إلخ)
إذا أرادت الشركات الأردنية بمختلف أشكالها وأعمالها أن تأخذ في الاعتبار بأنها شريك موثوق، فلابد من أن تكون المسؤولية الاجتماعية ضمن رسالتها ؛ ولكن ليس كشعار وإنما ممارسة وآداء .
الشركات مسؤولة عن تأثيرات قراراتها وأنشطتها على المجتمع والبيئة من خلال سلوك أخلاقي وشفافية عالية. هذا السلوك ،أي المسؤولية الاجتماعية، من قبل الشركات يؤدي إلى تعزيز سمعتها في المجتمع وتعزيز الميزة التنافسية لها وزيادة أرباحها.
صحيح أن الدولة هي المسؤولة عن تحسين ظروف المعيشة للسكان ولكن بعد خصخصة شركاتها الرابحة والتي كانت تجني الأرباح ورفد الموازنة العامة انتقلت الدولة من مفهوم الرعاية إلى مفهوم اقتصاد السوق، وتطور القطاع الخاص على حساب القطاع العام ولم تعد الدولة قادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تجاوزت قدراتها ناهيك عن المديونية العالية. الأمر الذي زاد التركيز على دور القطاع الخاص وظهر ما يسمى بمصطلح الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
ومن هنا أصبح على الشركات بكافة أحجامها الكبرى والمتوسطة والبنوك التي تجني ملايين الأرباح تبنى المسؤولية الاجتماعية والمحافظة على الببئة وإظهار قيم أخلاقية عالية.