عمون - منذ عصر الرومان، استُخدم الزئبق في تعدين الذهب والفضة. في عملية تعدين الذهب، يتم العثور على الذهب الخام في المناجم بالاقتران مع بعض الشوائب الأخرى مثل الكبريت وغيرها من العناصر غير المعدنية. لكن هذه الشوائب تعيق استخراج الذهب بشكل نقي. لذا كان العمال يلجأون إلى استخدام الزئبق، والذي يعتبر مُذيبًا جيدًا للذهب حيث يذوب الذهب ولكن لا تذوب الشوائب الأخرى. يتم غلي الذهب والزئبق معًا لاستخراج الذهب الخالص، ثم يتم تصفية الذهب للحصول على نقاء أعلى.
وعلى الرغم من فوائد استخدام الزئبق في التعدين، إلا أنه أحدث تلوثًا بيئيًا للمناطق التي تم استخدامه فيها. عُثِر على مستويات عالية من الزئبق في أنواع معينة من الأسماك في سان فرانسيسكو نتيجة الأنشطة التعدينية القديمة. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال بعض الأشخاص يستخدمون الزئبق في عمليات التنقيب عن الذهب، على الرغم من المنع الرسمي، وذلك بسبب سميته العالية واستخدامه في صناعة المتفجرات والأسلحة النارية.
تأثير الزئبق على الذهب يتجلى في عملية اشتعال حريق معدني يدمر الروابط الشبكية للذهب. هذه العملية تُسمى الدمج (Amalgamation) وتساعد على التخلص من معظم الشوائب المصاحبة للذهب. ومع ذلك، فإن الذهب الناتج ليس نقيًا تمامًا.
يمتلك الزئبق العديد من الخصائص والاستخدامات، بما في ذلك استخدامه كعامل محفز في الصناعات الكيميائية والسبائك مع المعادن الأخرى مثل الذهب والفضة والقصدير. ورغم استخداماته السابقة في البطاريات وأضواء الفلوريسنت وغيرها، إلا أن تلك الاستخدامات توقفت تدريجيًا بسبب سمية الزئبق.
يجب التأكيد على أهمية معالجة الزئبق بحذر لتجنب التأثيرات البيئية والصحية السلبية المرتبطة بهذا العنصر.