هكذا تنبأ الراصد الجوي ، ورجّح أن مثل هذه الموجة الحارة لم تمر على البلاد، وطالب بالحذر وعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة وعدم الخروج وقت الذروة إلا للضرورة.
أي ترف؟.. لم نكن فيما مضى نحسب للشمس حساب ، نقضي جل المشاوير في "حنينة الظهر الاحمر"، نستلقي تحت ظل شجرة وينتهي كل شيء ، كنا متآلفين مع الأحوال.
- أن تُسّري في ليلة الى عرس ؛ يصبح قلبك رطباً صيفاً بحاله ، الدبكة / الرجال / الشيوخ / النساء / ودلق أمي المطرز ؛ كفيل بأن تضع الشمس خلفك.
- أن تسمع ضحكة "عبد الرديني" فتزول أعلى درجات الحرارة وأكثرها حدة / الرجل يضحك من القلب دليل : أن الامور على خير ما يرام .
- ثلاجتنا ماء من" رأس نبع عين بويب" وجرار فخار موشحة بالخيش المبلول .
- المكيف : كتف دارنا / هواء "يرد الروح " تقول أمي .
كنا بسطاء جداً والحياة سهلة مطواعة بلا رتوش ، تنتهي مواسم الخضراوات ونغادر للبيارات ؛ نرش ونقنب ونروي ، نزامل أشجار الليمون نعانق الكلمنتينا والمندلينا والبرتقال نبوح له بالأسرار ، نرقب الثمر كيف يكبر ، أشجار السرب القبلي لي أنا رويتها والليمونة عند الجدار أنا من قّنب أغصانها وأحبتني ، كنت أجالسها تعاتبني على طول الغياب : الدراسة ليست حجة وتضحك ، لا أذكر في تلك الايام أن الصيف كان يأتي بل لا أذكره مطلقاً .
مستلقيا على ظهر دابة "زاهدا فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى" ....
ثم من الأحمق الذي جاء بهذا الحديد وغرسه مكان زرعي ؟
من القاتل الذي أودى بليموناتي ؟
من سرق طوريتي وجزمتي "عصفوركو" ؟
من غيّر معالم "الدولاب "؟
الان فقط بوسع الموجات الحارة ان تعبرني تحرقني وتحيلني رماداً.