«نحو أفراح آمنة» واحدة من أهم المبادرات التي أطلقتها الشرطة المجتمعية وتستهدف حماية الأرواح والممتلكات من السلوكيات الخاطئة والخطيرة على حياة المواطنين والسلم المجتمعي بشكل عام وخاصة في فترة مواسم الأفراح من أعراس وحفلات تخريج الجامعات والمعاهد وإعلان نتائج الثانوية العامة والانتخابات وغيرها.
دائما ما يفجع المجتمع الأردني بفقدان مواطنين جراء رصاصات طائشة وحوادث قتل بالخطأ خلال اطلاق العيارات النارية في صورة لا تدخل اطلاقا في اطار التعبير عن الفرح أو المشاركة بالمناسبات الاجتماعية التي تتحول الى أتراح وموجهات حزن من حين لآخر.
وأستحضر في هذه السياق مقتل أطفال وشبان برصاصات طائشة وهم داخل منازلهم وباحاتها وما زال المسلسل يتوالى دون اعتبار من قبل مرتكبي هذه الأفعال رغم التشدد الذي تبديه الجهات المختصة والملاحقات القانونية بحقهم.
يسجل لأهالي أحد الخريجين في مدينة مادبا التزامهم بتلك المبادرة ورفعهم يافطات في مكان الاحتفال الخاص بهم تحمل « نحو أفراح آمنة « وسط تواجد ممثلين عن الشرطة المجتمعية وهي بمثابة رسالة في غاية الأهمية لا بد من التجاوب معها من قبل الجميع لحماية المواطنين وحتى لا تتحول الأفراح الى مآتم وأحزان .
المواطنون ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ووزارة الأوقاف ووسائل الإعلام وغيرها تتحمل جانبا مهما من المسؤولية من خلال التعريف أكثر بهذه المبادرة والعمل على توليد ثقافة مجتمعية للكف عن هذه الممارسات الخاطئة، والتعاون مع الشرطة المجتمعية بهذا الخصوص ورفع اليافطات في مواقع اقامة المناسبات وعدم السماح لأي كان بتعكير صفو الاحتفالات الأهلية التي تأتي بعد سنوات طويلة من السهر والتعب والكد لتوفير نفقات الدراسة للأبناء أو تزويجهم وما الى ذلك .
ويدخل في اطار الوصول الى الأفراح الآمنة الالتزام بقواعد السير على الطرق من قبل مواكب الزفاف والخريجين وعدم قيادة السيارات بسرعات زائدة واغلاق الشوارع وتعطيل حركة المرور واحتمال التسبب بوفيات مرضى يجري اسعافهم ونقلهم للمستشفيات وتأخر وصول فرق الانقاذ الى مواقع الحوادث .
ولماذا لا يتم اطلاق حملات على منصات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على المبادرة ودعوة الجميع للتفاعل معها؟ وهي أي المبادرة تتقدم بالأهمية على غيرها من الموضوعات التي يحشد لها النشاط كحملات مقاطعة السلع أو تداول مقاطع من باب الترفيه والتسويق .
(الدستور)