شهدت العاصمة, عمان, يوم الجمعة الماضي مسيرة شعبية حاشدة بمشاركة خمسة الاف مواطن تقريبا لم يتسببوا في اي اشكال او حادث وبدون اي تدخل من قبل رجال الامن, وذلك رغم ان شعارات ويافطات وهتافات المسيرة كانت اعلى من مجرد الاحتجاج على رفع الاسعار فقد كانت شعارات سياسية بامتياز.
اما الجديد والمهم في هذه المسيرة فيمكن تلخيصه بالملاحظات التالية:-
1- ان هذا الحشد الكبير جاء رغم الحملة الاعلامية الواسعة واعلان غالبية النقباء والمشاركين في لجنة التنسيق الحزبي خاصة جبهة العمل الاسلامي, عن عدم مشاركتهم في المسيرة. وهذا تطور كبير يؤكد ان المبادرات الشعبية لم تعد ترتبط برغبة اية قوة تقليدية في المعارضة او الحكومة.
2- حجم الشباب ودورهم الملحوظ في المسيرة بعد ان كان سائدا ان الاسلاميين والحكومة يتقاسمون التأثير على هذا القطاع.
3- مشاركة قواعد شعبية من احزاب وقوى قررت عدم المشاركة.
4- اللون اليساري للمسيرة عموما حيث لوحظ مشاركة واسعة لاعضاء منتدى الفكر الاشتراكي وشبيبة حزب الوحدة الشعبية وشباب شيوعي من الجناح الراديكالي واليسار الاجتماعي.
5- مشاركة قوى جديدة مثل الشباب الشركس وعسكريين متقاعدين وممثلين عن نشطاء المعلمين من اجل اعادة تأسيس النقابة المركزية.
ويذكر هنا ان مشاركة رابطة الكتاب ممثلة برئيسها, سعود قبيلات اكدت تزايد دور المثقفين الراديكاليين في الدفاع عن القضايا العامة.
6- مشاركة ملحوظة من ابناء المخيمات في المسيرة بعد ان حاولت قوى معروفة اقصاء هذه المخيمات عن القضايا الاجتماعية الاردنية.
7- وقد توجت الملاحظات السابقة بمشاركة العاصمة هذه المرة بعد ان ظلت المحافظات خاصة الجنوبية مركز الاحتجاجات الشعبية.
8- والاهم من ذلك كله ان مسيرة الجمعة وفي العاصمة تحديدا اعادت توحيد كل الطبقات والقوى المتضررة من النهج السائد بعد ان اعتقد كثيرون ان المجتمع الاردني فقد هذه الوحدة لصالح الاحتقانات الاقليمية والجهوية والعشائرية.
ومن الواضح ان اللون اليساري للمسيرة لعب دورا مهما في اعادة الاعتبار لهذه الوحدة.. فالقضايا الطبقية هي اكثر الادوات والمداخل الاجتماعية قدرة على تجاوز الاحتقانات الجهوية وتعزيز الوحدة الوطنية.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)