"بصمة" .. البرنامج الوطني الصيفي
فيصل تايه
31-07-2023 02:07 PM
تبدأ وزارة التربية والتعليم يوم غد الثلاثاء الأول من آب تنفيذ فعاليات البرنامج الوطني الصيفي «بصمة» حيث سيتم تدشين المشروع وإطلاقه برعاية معالي وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة وذلك في مدرسة جمانة بنت أبي طالب التابعة لمديري تربية لواء ماركا ، حيث من المتوقع ان تستمر الفعاليات حتى الثاني عشر من اب ، في العديد من المركز الموزعة في كافة مديريات التربية والتعليم من مختلف مناطق المملكة ، وحسب البرنامج التنظيمي المعد لذلك ، وسنتهي الفعاليات بحفل التتويج الختامي الذي ستقيمه الوزارة وتحت رعاية معالي الوزير في مخيم دبين الكشفي في الثالث عشر من ذات الشهر .
إننا اليوم ونحن نتحدث عن هذا البرنامج التربوي اللامنهجي نجد انه من البرامج الضرورية التي يحتاجها الطلبة من هذه الفئة العمرية التي هي الأكثر احتياجاً لبرامج إرشادية لمواجهة تحديات تتعلق ببرامج تعلمهم ، والتي تدعم الاستراتيجيات القادرة على تلبية رغباتهم وتقضي حاجاتهم ، والتي يمكن ان تدفع بهم باتجاه النجاح والإبداع ، فهم في أمس الحاجة إلى من يلتفت إليهم ويهتم بأفكارهم ويحقيق تطلعاتهم لوقف هدر طاقاتهم وتمكينهم من امتلاك الأدوات الفاعلة للتواصل تمكنهم على ضوئها من الإفصاح عن هويتهم كي يتمكنوا من أداء دورهم الطليعي تلبية لحاجاتهم ..
لذلك جاءت فكرة البرنامج هذا انطلاقا من إيمان وزارة التربية والتعليم بضرورة إكساب الطلبة مجموعة من القيم والمهارات التي تساعدهم في بناء ذاتهم و قدراتهم من خلال تنفيذ مجموعة الفعاليات والانشطة اللامنهجية لاستثمار طاقاتهم واظهار طاقاتهم الابداعية وتحفيزها ، وبذلك فان هذا البرنامج الوطني الريادي يهدف إلى استثمار أوقات فراغ الطلبة خلال العطلة الصيفية تحديداً ، عبر تجارب في التفكير الناقد والحوار ، مع تعزيز قيم العمل التطوعي والخدمة المجتمعية التطوعيه اضافة الى تعميق معرفة الطلبة بالحقوق والواجبات ، وتنمية ثقافة المشاركة والعطاء المجتمعي لديهم ، كما ويأتي هذا العام اضافة نوعية تعريفية خاصة بالبرامج المهنيه التي تطرحها الوزارة والخاصة برنامج BETC للاسهام في رفدهم بالمهارات الحياتية والمهنية واحتياجات سوق العمل المستقبلية.
اعتقد ان مبادرة ' بصمة ' الوطنية هي احدى المبادرات الفاعله والزاخرة ببرامجها لاحتوائها على أدوات فاعلة وأفكار إستراتيجية وبرامج نهضوية موجهه لفئات الطلبة من الصف التاسع بصورة خاصة ، لما لها من اهمية من خلال برامجها المتضمنة ثقافة موجهه تضرب بعمق ضمير هذه الفئة العمرية اليانعة ، تخاطبهم بلغتهم وتفكيرهم وترشدهم وتوجههم نحو الايجابية ، وتوعيتهم بالمشهد الاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري ، فقد بات من واجبنا الان وقبل اي وقت مضى كمؤسسات تربويه ان نزرع في نفوس ابائنا الطلبة الفهم الصريح لمنطق الحياة المعاصرة كخيار حتمي وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال ، وبالضرورة إلى التأكيد على تبني منظومة القيم التي يحل فيها الإيثار بدل الاستئثار ، وروح التسامح بدل العصبية ، والحوار والتفاهم والقبول بالآخر بدل الاختلاف والتزمت والإقصاء ، وضرورة الوقوف على القضايا التي تمس طلبتنا ، فمن المؤكد أن طلبتنا أكثر وعيا وإدراكا لواقعهم وتقديراً لمستقبلهم .
وأخيرا فما هذه المبادرات الا تلبية للدعوات المتكررة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والتي ما زالت في هذا السياق جلية واضحة وجادة بالعمل على أهمية تأهيل طلبتنا ليكونوا قادرين على تحقيق النقلة النوعية ضمن برامج وخطط مدروسة تساهم في اكتشاف طاقاتهم وإبداعاتهم وقدراتهم لإعداد جيل مدرب وواعي قادر على حمل المسؤولية تجاه انفسهم واهلهم ووطنهم ، وخلق شبكة تعاون بين الجميع للمساهمة في تطوير مشاريع مستقبلية تخصهم بدفع كافة الهيئات والمؤسسات والتعاون فيما بينها للارتقاء ببرامج هادفه تعمق منظومه القيم الاصيلة .
شكراً وزارة التربية والتعليم .. وشكرا معالي وزير التربية والتعليم .. وشكرا ادارة النشاطات التربوية والعاملين وشكراً لكل الهيئات والمؤسسات التي ستشارك على هذه البصمة التي ستخلد في ذاكرة ابنائنا الطلبة لتلامس بصمتهم لتأخذ مكانها في نفوسهم لتبعث على الأمل والتفاؤل في خضم منظومة جديدة ، وهذا لن يجلب النتيجة المرجوة إلا بتكريس وتعميق مفاهيم 'بصمة' الحقيقية والتي سرعان ما ستاتي اكلها في المستقبل القريب ..
والله ولي التوفيق