محمد الكريمين .. قصة إبداع
د. علي خلف حجاحجة
30-07-2023 01:09 PM
قلة هم المبدعون في عالم الشكوى وغلبة القلة وأمواج الإحباط، قلة هم المبدعون الذين يمنحون الحياة وينشرون الأمل.
في ذاك الركن النابض حبا المطل على قلعة الشوبك الأبية رسم أبو مقداد بعقله المتقد وغيرته الوطنية ونظرته المختلفة لنمطية الحياة، فأنطق الصخر، وأعاد اليه الألق، وأثبت أن الصخور رغم صلابتها الإ أنها طيعة بين يدي المبدعين.
محمد الكريميين الشاب المكافح ابن الطفيلة الأبية أثبت للجميع أن لا حدود للإبداع، ولا قوالب للنجاح، ولا حلول بالتنظير وإطلاق الوصفات بل الفقاعات التي تخدع الأبصار دون أثر تحدثه أو تغيير تجريه.
أبو مقداد النموذج الملهم، التربوي الحكيم والقيادي الفذ، تسلم رئاسة مجلس محافظة الطفيلة فكان نموذجا مختلفا في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والرؤية المستقبلية الثاقبة، كان يملك مشروعا تنمويا مدفوعا بالتحدي والإنجاز فلم يشغل نفسه بالتمني والتباكي على ما لم يكن، بل أثبت أن مع الإصرار والاستمرار ووضوح الهدف ننتقل الى المعالي.
ولما انتهى عمله في المجلس أثبت للجميع أن أبواب الإبداع عديدة، فأنطق الكهوف المهجورة ليعيد اليها الحياة بشغف وأصبحت محجا لسياح العالم بنمط مختلف يسوق من خلاله الأردن وأهله ومواقعه الغنية.
بل وحمل عن الحكومة جانبا عمليا في معالجة البطالة ودوران عجلة الإقتصاد.
فلمثله ترفع القبعات إحتراما، وبه تليق كلمات الشكر، فهو بحق قصة إبداع تستخق أن نتناقلها بدلا من التغني في نجاحات الغرب، فالنجاحات نحن أهلها.