يسألني أهل الغور عن الجو في عمّان، فأجيب دائمًا: فيها شوب بس مش حريقة ونار الله الموقدة مثل عندكو..!

بالتأكيد يا سادة يا أصحاب الحرارة والذوات الرفيعة أن هذه الموجّة تطبخ الناس طبخًا بلا ملحٍ أو بهارات.. وحين تكون بالغور ستدرك أن «الشوب هناك» ليس كمثل الشوب تحت المكيّفات والمراوح حديثة الصنع التي تجتاح الناس كل موسم صيف..!

سؤالي: هل تؤثّر هذه الموجة على قرارات الناس..؟ هل يفقدون عدالتهم واتزانهم؟ هل يصبح «البني آدم» اللي مش طايق حاله؛ مش طايق يتعامل مع أي شيء؟ قناعتي نعم.. لا عدالة تحت الشوب..

في عمق التراث الإسلامي وفلسفته: لا يقضي القاضي وهو جائع، لأن ذاك يؤثر على نزاهته لانشغاله بأمر غريزي يضغط عليه.. فكنتُ أقول لنفسي: ليس لهذه الدرجة؛ في الأمر مبالغة.. حتى وقعتُ على إحصائية أجريت في إحدى الدول الأوروبية أن نسبة تكفيل الأشخاص لإخراجهم من السجن قبل وجبة الطعام كانت 20% وبعد وجبة الطعام تجاوزت 60% ..! وسلّمت بعدها بعمق فلسفة القضاء الإسلامي العادل الضائع الآن.

هذا عن الجوع.. ماذا عن الشوب..؟ ماذا عن الذين (مش طايقين حالهم) بوضوح بسبب القيظ وحمّارته..؟!

أجزم أن قراراتنا تشوبها شوائب؛ وأقل شائبة بعد الجوع والقهر وانتظار الفرج هي شائبة الشوب..

كُتب هذا المقال وعرقي مرقي..!

الدستور