الشباب والبحث عن فرص عمل حقيقية
خولة كامل الكردي
29-07-2023 07:03 PM
في هذا المقال نعمل على إيضاح مدى واقعية وجود فرص عمل للشباب الأردني، بخاصة أولئك الذين لم يكملوا دراستهم الأكاديمية وفضلوا ترك الدراسة والانخراط في العمل مباشرة، ربما أعداد تلك الشريحة من الشباب ليست قليلة، وترتفع من عام إلى عام! فالتعويل على إيجاد فرص عمل تسد حاجة الشباب الغير متعلم أو تلك الفئة التي كانت في المدرسة وتركتها من صفوف مختلفة، ممكن أن يتوافر لكن ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، لأن معظمها قد لا تلبي طموحاتهم.
إن دخول الشباب معترك العمل من غير شهادة يحمل في طياته بعض العقبات، أولها عليهم أن يختاروا العمل الذي يناسب ظروفهم ومهاراتهم وقدراتهم، لأن العمل الملائم لتلك الفئة من الشباب يحتاج إلى مثابرة وإرادة، فليس ما بين يوم وليلة يستطيع أن يصل إلى ما يصبو إليه، فاكتساب مهارات جديدة وامتلاك الجدية في العمل هي أساس الاستمرارية والتطور في العمل، هذا من جانب طالب العمل من الشباب. أما بالنسبة للعمل فتوجد فرص كثيرة لكن هل ترتقي لتكون وظيفة يعول عليها الشاب؟! بالطبع كأول خطوة في العمل فالجواب بالتأكيد لا ، نجد في معظم الأحيان يتنقل الشاب في مسيرة حياته المهنية ما بين أكثر من عمل، تبعاً لأسباب عديدة، أبرزها طبيعة العمل نفسه كأن يكون عملاً يحتاج إلى جهد بدني كبير براتب شهري قليل، أو عدم التأقلم مع صاحب العمل، أوبعد المسافة بين العمل والمنزل.
تلك الفئة من الشباب الذين آثروا العمل المهني أو ممن لا يمتلكون أي مهارة أو حرفة مجرد امتلاك مقدرة بدنية للعمل، والكلمة لوزارة العمل أن توليهم جل اهتمامها وذلك بمخاطبة أصحاب العمل والشركات والمصانع، من أجل جذب تلك الفئة وتقديم الإمتيازات التي تشجعهم على الاستمرار في العمل، وتشكل لهم حافزاً قوياً على الإبداع والإنجاز ، وتعتبر الإدارة التشاركية من أفضل الإدارات التي تبث في العامل روح العطاء وتدفعه للبقاء في العمل والتطوير الذاتي، عدا ذلك فمعظم الإدارات في العمل هي إدارات سلطوية لا تلبي احتياجات العامل فلا يبدع بعمله بل بالعكس تماماً يهمل في عمله ويشعر بضغط نفسي كبير ولا يبدع في عمله وتتراجع الإنتاجية ويؤول مصير العمل إلى الإفلاس.
إن توافر فرص عمل واقعية ذات جدوي تساعد الشباب على تأمين حياتهم المستقبلية. فالتحديات التي تواجه المهنيين منهم تكمن في قلة المردود المادي وفي بعض الأحيان الافتقار إلى الخبرة والتي تؤدي إلى فقدان ثقة العميل، أو استعجال الريح قبل دراسة وضع السوق والتعرف عليه بصورة جيدة، أو الدخول في مشروع أكبر من قدرته المالية، يؤدي في أحيان كثيرة إلى فشل المشروع وخسارة الأموال التي قد تكون قرضاً بنكياً، أو دين من بعض المعارف، وفي تلك الحالات عليه دراسة كافة الظروف والعوامل المرتبطة ببيئة العمل، والتي تساعد على نجاح عمل الشاب وترسم له طريق العمل الواضح الصحيح.