في حديث عبر إذاعة الجامعة الأردنية، سمعت كلامًا غير معتاد، أو نهرًا متدفقًا من أخلاق!
تناول الحديث مجموعة من مبادئ يلتزم بها المتحدث، رضا الوالدين أساس النجاح-ولهذا عودة بعد قليل، ثم تراكم الخبرة المتدرجة دون قفزات وروافع ووساطات، والجد والتعلم المستمر مهما كان عملك؛ طبيبًا متعلمًا، مهندسًا متعلمًا، مديرًا متعلمًا، فلا فرصة لأي عامل غير متعلم! ثم ينتقل ياسين الحسبان في حديثه عن ترابط التعلم والعطاء ورضا الوالدين، يذكرنا بأن الحياة قصيرة وكذلك المناصب والبهرجات!
كثيرون يعرفون هذه المبادئ فهي بديهيات شائعة، ولكن قليلين من أتبعوا السلوك بالمبدأ لينتج عن هذا كله: التبرع ببناء مدرسة كاملة: أرضًا وبناءً باسم والده مدرسة محمد صايل الحسبان؛ المعلم الذي صار عسكريًا بارزًا
وهنا يقول الحسبان أنه دفع جزءًا من دينه لأبيه، أما الوالدة فقد بنى لها مسجدًا في مسقط رأسها.
هذا ما فعله الحسبان: مدرسة وجامع، أما المدرسة فقد وفرت لطلبة محافظة المفرق بيئة تعلمية صحية، وألغت على الأقل مدرستين مستأجرتين! ماذا لو تكرر هذا السلوك من آلاف القادرين؟ ماذا لو ألغينا المدارس المستأجرة جميعها؟ ماذا لو اهتمت وزارة التربية أو الدولة إعلاميًا بهذا المجال؟
أنا أعتبر نفسي متابعًا لما يدور من فشلٍ وإنجاز! لم أسمع بأن مواطنًا أردنيًا بنى مدرسة! فأين الإعلام التربوي؟ وهل يعقل أن يكون لدينا آلاف المتبرعين ببناء مسجد ومتبرع واحد أو اثنان أو خمسة فقط؟ ماذا لو كان لدينا مئات من متبرعي بناة المدارس، أو عشرات من د الحسبان؟
عودة ثانية إلى حديث الحسبان
المذهل في فعل الخير لمن عرف ولمن لم يعرف، فقد نجد رجلًا بمؤسسة تطوعية كاملة! لا أدعو لتكريمه، فربما حصل على تكريمات رسمية عديدة، لكن أرى أن يتلقى تكريمًا شعبيًا ومجتمعيًا مناسبًا!
القضية ليست في بناء مدرسة أو مسجد بمقدار ما هي الروح والإيثار والعطاء وبر الوالدين!
من حق ياسين الحسبان تكريم مجتمعي لائق!