عمون - متلازمة الاستقالة هي متلازمة انفصالية تمَّ وصفها لأول مرة في السويد في التسعينيات، وهي تؤثر في الغالب على الأطفال والمراهقين المصابين بصدمات نفسية، وتُسمى أيضاً بمتلازمة الانسحاب الرضحي أو الرفض المؤلم.
عند الإصابة بمتلازمة الاستقالة، ينسحب الأطفال أو المراهقون اجتماعياً، ويصبحون بلا حراك ولا يتكلمون كردّ فعل للتوتر واليأس، وفي أسوأ الحالات، يرفضون أي طعام أو شراب ويجب إطعامهم عن طريق أنبوب التغذية؛ بينما يمكن أن تستمر الحالة لسنوات، ولكن يُمكن التعافي في غضون أشهر إلى سنوات.
أعراض متلازمة الاستقالة
تظهر على المصابين بمتلازمة الاستقالة، والذين يكونون في الغالب من الأطفال والمراهقين، أعراض القلق والاكتئاب خاصة اللامبالاة والخمول، ثم ينسحبون من التعامل مع الآخرين ويهتمون بأنفسهم.
في نهاية المطاف، قد تتطور حالتهم إلى الجمود، والتوقف عن المشي والأكل والتحدث والإصابة بالتبول اللاإرادي، ويكون الطفل فاقداً للوعي أو في حالة غيبوبة.
وقد تتحسن حالتهم إذا تغيرت ظروف الحياة ويترتب على ذلك عودة تدريجية إلى طبيعتهم.
أسباب متلازمة الاستقالة
يبدو أن متلازمة الاستقالة هي استجابة متخصصة للغاية لصدمة اللاجئين، حيث تنتظر العائلات، التي هرب الكثير منها من ظروف خطيرة في بلدانهم الأصلية، الحصول على إذن قانوني للبقاء في بلدهم الجديد، وغالباً ما تخضع للعديد من عمليات الرفض والاستئناف على مدى سنوات.
ويعاني البعض من الصدمة من التجارب في بلدانهم الأصلية وعملية الفرار، كما أن التجارب في مراكز الاحتجاز والمعالجة تساهم بشكل مباشر في الشعور بانعدام الأمان والقلق والارتباك، كما يتعرّض الأطفال للضيق واليأس بسبب الانفصال عن محيطهم، وربما عن والديهم، وأفراد آخرين مقربين، لذا تساهم هذه الصدمات في ارتفاع معدلات الضيق ومشاكل الصحة العقلية. ومع زيادة فترات الوقت الذي يقضيه الطفل أو المراهق في هذه البيئات، تتدهور الصحة العقلية لديه.
واقترح الخبراء نماذج تفسيرية متعددة العوامل لمتلازمة الاستقالة، تتضمن الضعف الفردي، والصدمات، والهجرة، وأنماط رد الفعل المكيفة ثقافياً والخلل الوظيفي الأبوي أو التكيف المرضي.. من أجل المساعدة على العلاج مع مقدم الرعاية الصحية.
ربما ترغبين بالتعرف على نهج جديد في علاج الاكتئاب.
علاج متلازمة الاستقالة
يعدُّ علاج الانسحاب الشديد الذي ينتج عن متلازمة الاستقالة أمراً عاجلاً، ولا يمكن إجراؤه إلا في المستشفى مع فرق متخصصة وقدرة على الدعم الغذائي، والتغذية الوريدية ومراقبة وظائف الكلى والجسم الأخرى، فقد يظل الأطفال في حالة غيبوبة لأسابيع ويظهرون تدريجياً أنهم يحتاجون إلى متخصصين في الصحة العقلية لخلق مشاعر الأمن والأمان لديهم.
وقد يحتاج الآباء إلى علاج لقضايا صحتهم العقلية والدعم في توفير الرعاية لأطفالهم. وقد تتطلب العائلات التي يغمرها الإجهاد مشورة طويلة الأمد وعلاجاً للصدمات.
وتختلف نسب الشفاء من متلازمة الاستقالة، لكن بعض الأطفال يحتاجون إلى دعم لمدة 12 شهراً، ولكن القضية الحاسمة هي دعم الأسرة وقدرتها على إيجاد ملاذ آمن وحل مشاكل إعادة التوطين.
"سيدتي"