facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نظرية الفيلسوف هابرماس والأوراق النقاشية الملكية


د. عبدالله هزاع الدعجة
27-07-2023 09:52 PM

يعتبر الفيلسوف و عالم الاجتماع السياسي الألماني المعاصر يورغن هابرماس من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية التي تناولت مختلف نماذج الوعي النظري و العملي و بالأخص للأيدولوجية الكونية التي نشأت في مدينة فرانكفورت عام ( ١٩٢٣ م ) و جمعت فلاسفة عظام من أجيال مختلفة بعد الحرب العالمية الأولى و آثارها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي غيرت ملامح العالم آنذاك .

جاءت نظرية الفيلسوف هابرماس حول الفضاء العام الذي تدور فيه المساجلات و تتشكل فيها الآراء و المواقف حول القضايا التي تجسد اهتمامات الناس و يكون للأفراد و الأحزاب و الهيئات المدنية و الإعلام المكانة العظمى من حيث أنها تحمل رأي عام يمثل وظيفة نقدية ذات معاينة سوسيولوجية بأبعادها السياسية و تحولاتها التاريخية بأقصى درجات الممارسة الديمقراطية و بكافة آليات المشاركة داخل المنتظم السياسي ، و قد شكل التطور التكنولوجي لاحقا آلية جديدة لتوجيه الرأي العام و توحيده و عقلنته مما يؤثر في أي سلطة قائمة كيفما كانت ، و يقدم آلية معارضة للسلطة المتجبرة بدحض فكرة الديمقراطية الليبرالية التي صيغت على نموذج العلاقات بين المشتري و البائع في السوق حتى أدت إلى الاحتواء الكلي للرأي العام و إفراغ الوعي الفردي و الجمعي من وظيفته النقدية الفعالة بسبب الهيمنة المطلقة للسلطة في صنع القرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الإعلامي .

و عند عقد مقارنة بسيطة مع ما تقدم و مع بعض مضامين الأوراق النقاشية الملكية نجد أنه ثمة سياق متصل في كثير من الأهداف و المحاور مدار البحث التي تناقض مفهوم و تطبيقات تطوير الأعراف السياسية من حيث أن العرف مصدر من مصادر التشريع ، ناهيك عن تطوير الممارسات الديمقراطية قياسا بالممارسات الفضلى المنشودة ضمن أساسيات الحكم الرشيد .

و هذه هي جزئية البحث مع موجبات طرح مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الذي أثار جلبة كبيرة تحتاج إلى تأصيل فلسفي و تقعيد منهجي ممن يدافع عنه في ضوء أطروحة الفيلسوف هابرماس حول المجال العام ، و الذي أبدت جميع الأطياف السياسية تحفظها و تساؤلاتها العميقة حول هذا القانون ، و يضع أدوار جميع المؤسسات القائمة محل تقييم و إعادة نظر في وظائفها البيروقراطية التقليدية المنوي تطويرها وفق ما يتم إعلانه بهذا الخصوص وغيره على الإطلاق ضمن منهج التغيير .

اعتقد أنها مسؤولية تاريخية يتحملها كل من هو بالسلطة تجاه استحقاقات دولة بأكملها و مخرجات واضحة المعالم ليس آخرها الأوراق النقاشية الملكية التي رسمت مستقبل زاهر للدولة الأردنية في مئويتها الثانية تماما كما الجهد العظيم الذي بنى الدولة الأردنية و رسخ قوتها في المئوية الأولى .
سيبقى الاردن كما كان نبراس حرية و معلمة ديمقراطية و راية عز وفخر لكل من ينشد العلياء في حياة الأمة الخالدة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :