الحديد يفوز على البدري بـ "نيران صديقة"
عبدالحافظ الهروط
27-07-2023 06:47 PM
لا اذكر المناسبة التي أقيمت على ستاد عمان في مطلع العقد الأول من هذا القرن وعاد منها الى صحيفة الرأي المرحوم د. بسام هارون، صاحب القلم السيال وعمق المفردات وجمال العبارات.
ناولني" أبو ضياء" أوراق" الخرطوش" التي حملت تغطية المباراة من أجل قراءتها وتدقيقها، وتزويده بأي ملحوظة، قبل الدفع بها الى الطباعة.
وخلال قراءتي لوصف المباراة استوقفني فيها مصطلح " أقدام صديقة" وهو مصطلح مأخوذ وسمعناه لأول مرة من الاعلام الأميركي أثناء حربه الغاشم على العراق الشقيق.
فقد كان الاعلام الحربي الذي تسيطر على وسائله أميركا، يسوق الى العالم بعشرات ومئات الشهداء العراقيين، في حين اذا ما قُتل جندي أميركي، عزوه الى "نيران صديقة" اشارة الى قتله بالخطأ من قبل أصدقائه الاميركيين، وهذا نوع من " الحرب النفسية" والتغطية على أعداد القتلى من جانبهم.
المرحوم هارون، كان وصف أن أحد الهدفين اللذين سجلا في مرمى الفريق الخاسر ، جاء بخطأ عادة ما يكون من قبل مدافع.
وأنا أُفتّش في بطن هاتفي، عثرت على فيديو عن لقاء استضاف به الزميل هاني البدري، في برنامجه الناجح والناجح جداً "نيران صديقة"، المهندس نضال الحديد، الذي أضفى بصراحته المعهودة وشجاعته نجاحاً آخر للبرنامج.
لو كان الحوار بين الحديد والبدري، على شكل مباراة بكرة القدم لانتهت بفوز الأول بـ ١٠ / ٦ ، وأحسب أن البدري كان من الممكن أن يخرج بالتعادل الإيجابي، لو لم يتعرض مرماه لأكثر من هدفين بـ" نيران صديقة" أو على رأي المرحوم هارون بـ " أقدام صديقة"، أما على رأيي فهو بـ"عبارات صديقة" من قبل مقدم البرنامج، عندما صحح له ضيفه أكثر من سؤال، ووّضح بالوثيقة والقسَم ليجتاز بهما الحديد أكثر من مطب دشنه البدري، بدهاء وخبث واحتراف صحفي، وتذكّرني بـ" مطبات طرقات وشوارع المملكة، الداخلية والخارجية، منها، وما أكثرها في شوارع عمان الحبيبة التي حظيت بأسئلة كثيرة وُجهّت الى أمينها السابق، الحديد.
في الجانب الرياضي، فإن كرة القدم الاردنية، ما تزال بحاجة الى تطور من حيث وقوف الجماهير وتشجيعها بثقافة رياضية بحتة، لتظل اللقاءات في إطارها الرياضي، ودرساً لجماهيرنا العزيزة، مقتدية بما حدث في كأس العالم الماضية في قطر الشقيقة، من أخطاء وخسائر لجميع المنتخبات المشاركة-دون استثناء- وظلت البطولة الأجمل على مستوى البطولات.
كما أن على الدولة الاردنية بقطاعاتها، كافة، دعم أنديتنا، وهو المطلب الذي نتمنى أن تقدم فرقنا ومنتخباتنا الوطنية الأداء الذي يجذب الجماهير والشركات والنقل التلفزيوني الداخلي والخارجي لبطولاتنا، أما الحديث عن الفيصلي، وباعتباري عضواً مقصّراً بحقه وبهيئته العامة وبجمهوره العريض، فيكفي أن أقول أنه يستحق منا جميعاً، ما يليق باسمه وتاريخه وانجازاته.
ختاماً، مبارك للحديد بالفوز ، وهاردلك للزميل البدري، وإن خرج بالبرنامج الى بر الإمتياز ، وهذا هو هدفه الأسمى من "نيران صديقة".