facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوح عن الفقراء واطلاق مبادرة "ترشيد"


علي السنيد
27-07-2023 01:06 PM

بحكم عملي في الصحافة، واثناء عملي النيابي السابق ، وعضويتي اليوم في مجلس الاعيان فقد اطليت على معاناة شريحة من الفقراء ، واصحاب الحاجات في مجتمعنا، ورأيت اللهفة في عيون المساكين ، وتلمست هم الفقير ، واطلعت على أحوال البيوت المستورة.
والتقيت بمن انهكتهم الظروف، ومن تحطمت امالهم والتهمتهم دائرة البطالة، وشهدت عجز بعض الاباء عن الوفاء بأبسط متطلبات اطفالهم.

وانا ادرك حزن الفقير، وتواصل معاناته ، وهنالك على ضفاف مجتمعنا من يذوق المرارة في سبيل تعليم الابناء، ومنهم من سدت في وجهه ابواب الحياة بسبب ديون البنوك، والمؤسسات الاقراضية، ولعجزهم عن مواجهة الظروف اخذوا يسددون الدين بدين اكبر.
ثمة تفاصيل مؤلمة عن حياة الفقراء، واعرف بعض الذين يعيشون في هموم وكربات لا تنتهي، واذكر ذات مرة ان مريضا بالسرطان اتصل بي من المستشفى يطلب اجرة الطريق كي يعود الى منزله بعد اخذه جرعة الكيماوي، وقد اجتمع عليه المرض والفقر معاً، والذي توفي فيما بعد رحمه الله تعالى.

وقد كتبت كثيرا ودعوت الاخوة الأغنياء الى مزيد من التراحم والتكافل والبذل في مجتمعنا، وربما انني نقلت معاناة اسر فقيرة الى الرأي العام ، والى بعض الاغنياء لمساعدتهم، وتمت الاستجابة كثيرا، او خذلت احيانا اخرى، وقد تملكني الحزن على اثر ذلك ثم مضيت في أداء مسؤوليتي فلا يكاد يمر يوم من دون ان يطرق الباب ، او يرن الهاتف بصوت فقير ينشد المساعدة.

وامام توسع هذه الشريحة التي تعاني في مجتمعنا فأنا ادعو مجددا الاغنياء والمقتدرين في كل محافظة او عشيرة او في أي اطار اجتماعي اخر في الأردن ان يسدوا حاجة ضعفائهم، فيتفقدوهم بالعطاء، وهي صلة قربى ورحم، ومدعاة لمرضاة الله سبحانه وتعالى.

وربما ان اخراج الزكاة للمستحقين يقلل من حدة الفقر والحرمان في المجتمع، وهي حق مكتسب للفقراء، وتطيب بها النفوس المتعبة، وتمكن الأغنياء من ان يتحسسوا جيوب الفقر، وان يسعدوا اطفال الفقراء ببعض مالهم.

وعلى السياسيين الحد من مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية كي لا تتحول الى مظاهر اجتماعية مفرطة، وما يتخللها من كلف باهظه، والطلب من أصحاب هذه الدعوات، وخاصة الاثرياء بتحويلها الى مساعدات لصالح الفقراء، والجمعيات الخيرية.

ويمكن الإبقاء على حالة التواصل المجتمعي، واللقاءات العامة على ان تقتصر الضيافة على القهوة او الشاي، ولتكن هذه المبادرة جماعية، ويتم تبنيها من قبل السياسيين والوجهاء ومن أصحاب الفكر، والتأثير في المجتمع.

ان الغذاء الذي يتم هدره في المناسبات العامة في الاردن لا يراعي حالة الفقير، وعلينا ان نتوقف عن الهدر ، وأتمنى على بعض النشطاء ان يرخصوا ويطلقوا مبادرة ترشيد في المجتمع، ولتتبنى بعد ذلك أسلوب الحوار والتثقيف لوقف عملية الهدر المتواصلة التي يتكبدها المجتمع الأردني على خلفية بعض العادات والتقاليد الضارة اقتصاديا.

والفقراء واصحاب الحاجات، والبسطاء من الاردنيين، عوضا عن حقهم في التخطيط السليم لمستقبلهم ولغايات انتشالهم من دائرة الفقر والبطالة من خلال توسيع دائرة التنمية فلهم المزيد من الانفتاح، وان يعمل المسؤول كل في اطار مسؤوليته على التخفيف عنهم، وحل مشاكلهم ضمن الامكانيات المتاحة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :