نتنياهو .. ولعبة السيف والقلم
حسين بني هاني
27-07-2023 01:02 AM
تحقق لنتنياهو ما أراد وما كان يريد ، ولسان حاله يقول ليكن بعدي الطوفان ، فيما قال شريكه بالتطرف والحكم بن غفير ، في رده على انتقادات الرئيس بايدن ، " نحن لسنا نجمة في علمه ، نحن دولة ذات سيادة " .
بالتصديق على قانون المعقولية في الكنيست ، طويت صفحة سياسية في إسرائيل ،وبدا بالنسبة للإسرائيليين موسم الهجرة عن مبدأ الفصل بين السلطات كما تقول الصحافة الدولية ، وما يُخشى منه بالنسبة للإسرائيليين وللعالم الحر ، بعد انقضاء طابق التعديلات ، هو ذهاب سكرة نتنياهو ونشوته، وحلول فكرة الانقسام التي تنذر بالشرور داخل البيت اليهودي ،بعد اتهام اليسار للحكومة بأنها صاحبة فكر إقصائي ،هم (إي اليسار)يدركون مدى خطورته على منظومة التماسك الوطني ، الأمر الذي دفعهم للدعوة كي تمر العاصفة ،بحجة ان الأشجار الباسقة يجب ان تنحني لها حتى لاتُقتلع . وحسب رأيهم فان الذين يوقدون النار ،لم يكن بأيديهم إلا الشعلة وهي السلطة ، أمًا نحن فربما نكون الحطب الذي يوقدُ وتستعر فيه النار ،بعد ان سقط من بين ايديهم مبدأ الحوار الزاحف نحو التسوية في فناء الخلاف. بعد ان بدا للإسرائيليين ان طريق نتنياهو التوراتي الى ربه ومعه زمرته، يحتاجا فيها ان يعرفا شيطان السياسة أولا ليدلاهما عليه بعدئذ .
لقد أضطر نتنياهو بسبب تهم الفساد ، التي تلاحقه ان يختار الجلوس في حضن المتطرفين ، رغم أنها منطقة سياسية حساسة ،وغير يقينية تشبه الأعراف ، تقع بين جنة الحكم ونار السجن ، بل تشبه البرزخ بالنسبة له بين الحياة والموت قهرا، إختار فيها نتنياهو ان يكون كاهنًا في مذبح الاعتراف للمتطرفين والانقياد لهم بدل السجن ، يستحضر معهم الماضي السحيق ،كي يوفر لنفسه مساحةً ، يريح فيها خيوله السياسية قبل الوداع الاخير.
هو يعلم ان مشواره السياسي يوشك ان ينقضي ، وكأنتهازي فهو لا يريد ان يكون ما تبقى منه في السجن ،فجنون السياسة أحيانًا يحتاج الى إعادة تعريف للحاضر ، لإن التاريخ اصلا في عرف السياسة ، هو حركة دائمه لا عزاء فيها للواقفين في منتصف الطريق ، ويعلم أيضا ان التاريخ لايرحم الساسة ، ربما يُقبل نحوهم ويبتسم لهم بعض حين ، ولكنه (اي نتنياهو )بين قرار وقرار ربما سيجعل إسرائيل ،تعيش دورة حياة سياسية لها ما بعدها ،ستكون حافلة بالمفاجآت وبأدواتها الحاضرة ، اذ بات لايضير نتنياهو ان يعبث بما استقام عليه سلفه المؤسسون ، الذين اقرّوا منظومة القيم الديموقراطية ، وسوّقوا إسرائيل في ألعالم في ظلها ، حيث بدا بعد التصويت على القانون فرحاً بالنتيجة ، دون ان يدري انه بات ومعه إسرائيل كلها ، ترقص في مأتم سياسي بالنسبة للشعب الاسرائيلي ، بعد ان اخذ يلعب برؤوسهم لعبة السيف والقلم .