دول ديمقراطية .. وزرع الكراهية
أمل محي الدين الكردي
26-07-2023 06:07 PM
لا زلنا نعيش احداث بما يسمى بخطاب التحريض والكراهية ،والملفت للنظر بأن هذه الواقعة ليست الاولى من نوعها ،،حيث في 21من كانون الثاني الماضي تم حرق نسخة من المصحف وسط حماية من الشرطة أحرقه زعيم حزب الخط المتشدد الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بلودان ،ولكن ما اثار الاستغراب بأن الذي حرض على حرق القرآن كان عربياً وسيبقى السؤال هل هو حرض؟ أم أصيب بشيء ماء من فكر لا نعلم مداه . والملفت للنظر عدم مراعاة اعداد المسلمين بالسويد وغيرها.
وللأهمية الموضوع ان المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان كفلت حماية الأديان وعدم انتهاك حرمتها كما أن حرية التعبير محمية بموجب القانون الدولي انطلاقًا من نصوص واضحة في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ومع ذلك، وافق المجتمع الدولي أيضًا على بعض القيود، مثل الخطاب الذي يدعو إلى “الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية” و”يمثل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف”. وعلى هذا، فمن الأهمية أن تضع الحكومات أُطرًا قانونية سليمة بشأن خطاب الكراهية لمساءلة مرتكبيه، واحترام الكرامة الإنسانية، وحماية الجماعات المهمَّشة، وتحقيق التوازن بين حرية التعبير وخطاب الكراهية.
ولكننا اليوم ومع وضع القوانين لا زلنا نواجه التعدي على الاديان ومعتقدات الاخرين وخاصة أن الافعال تزيد وتولد المزيد من مشاعر التطرف والارهاب الفكري ، ولم يراعي هذا الاستفزاز مشاعر مليار مسلم اي ربع الكرة الارضية ،ولكننا نحذر أن بعض الاعمال قد لا تحرض على العنف مباشرة ولكنها تزرع بذور التعصب والغضب التي تؤدي الى زرع واعمال الكراهية والقضاء على الجهود المبذولة للتحقيق التعايش السلمي بين الديانات المختلفة وقبول الاخر .
ولكننا اليوم والذي نعيشه ونراه وللأحداث متكررة أن المتطرفين أخذو من حرية التعبير ذريعة لترويج الافكار المتطرفة والمنحرفة دون أن يكون هناك اي رادع قانوني يحدد من استخدام هذه الحرية والإساءة للاخرين واستفزاز مشاعرهم .
على الدول الغربية التي تعتبر حرية الرأي والتعبير من أهم مقومات الدولة الديمقراطية اعادة النظر في قوانيين ومواقف لاحترام الاديان وعدم منح المتطرفين الذريعة للتحريض على العنف والكراهية وعدم اتخاذ مبدء حرية الرأي والتعبير مبرراً للإساة الى الديانات والمقدسات .
ونحن الان واليوم اكثر من اي وقت مضى ندعو الى تكريس مبادىء التسامح والتعايش وقبول الاخر ونبذ التعصب وخطاب الكراهية والإعلاء من شأن الإنسانية وقيمها على هذه الارض التي تتسع للجميع مهما كانت اختلافاتهم الدينية او العرقية او الثقافية، للتماسك المجتمعات ونموها واستقرارها بكل اطمئنان وسلام .
وفي النهاية نعتز ونفتخر بأن الاردن كان من اوائل من قدموا النموذج العالمي في مواجهة خطاب الكراهية والعمل به ولا زال يطبق رسائل مختلفة منها رسالة عمان ومساواه وغيرها من اجل النهوض بمجتمعات محبة وتعيش وليست تتعايش بقبول الاخر بسلام ومن نشاهده اليوم بلغة التعايش السلمي والتسامح الذي يستمدان جذورهم من العادات والتقاليد العربية الاصيلة والقيم الاسلامية السمحاء التي تربينا عليها ولا يمكن عن تنفصل عن منظومة القيم والمبادئ العربية الاسلامية الاصيلة.