بإطلاق «مسار روما» في ختام، المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة غير النظامية بالعاصمة الإيطالية روما، ما جعل اثر المؤتمر، نقطة اهتمام تتجدد عبر جهود رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي رحبت بشكل خاص ومؤثر بالمشاركة الأردنية في المؤتمر، التي قادها مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة.

اتفاق دولي،بحضور 21 دولة، ومنظمات دولية بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، والبنك الدولي والأمم المتحدة وغيرها من القوى الدولية المعنية باللاجئين والهجرة غير النظامية.

الرئيس الخصاونة، والرئيسة ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، توافقت وجهات نظرهم مع واقع الحال الذي، أصبحت فيه القضية، لها أكثر من بعد سياسي-إنساني، اقتصادي.

عمليا، المؤتمر في روما، يلفت إلى ذلك الجسر الحضاري، بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا والشرق الأوسط بحكم موقعها الجيوسياسي والطبيعة الجغرافية، التي فتحت آفاقا خطيرة في بعض أنظمة الهجرة وانتشار قوارب الموت، في الهجرة غير النظامية.

*من يحلل الرسائل الأردنية.. ويترك أثرا؟

الخصاونة، أرسل عدة رسائل مهمة أمام المؤتمر الدولي في روما منها:

الرسالة الأولى:

الأردن، يعد أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان، يواصل تقديم الخدمات الأساسية للاجئين السوريين وهي ذات الخدمات التي يقدمها للمواطنين الاردنيين.

الرسالة الثانية:

الأردن يستضيف أكثر من 1.3 مليون سوري منهم 10 بالمئة فقط يعيشون في مخيمات اللجوء، وعلى الرغم من الضغوطات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، استطاعت المملكة توفير حياة كريمة للاجئين.

الرسالة الثالثة:

ضرورة مواصلة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمعالجة الآثار المترتبة على أزمات اللاجئين والمهاجرين التي تؤثر على المنطقة والإقليم.

الرسالة الرابعة:

المملكة استطاعت توفير الحياة الكريمة للاجئين وتوفير الخدمات لهم عندما تم تطبيق مفهوم تقاسم الأعباء بين الدول المضيفة وبقية المجتمع الدولي، ضمن الحدود الكافية.

الرسالة الخامسة:

في الرسالة الخامسة من حيثيات المشاركة الأردنية، تنبيه العالم حول قضية جوهرية، ذلك أن عبء استضافة اللاجئين بدأ يضغط علينا في الأردن وعلى الدول المضيفة لهم نتيجة لتضاؤل الدعم الدولي المقدم للاجئين بمعدلات خطيرة، و أن التمويل الدولي لخطة استجابة الأردن للازمة السورية بلغ هذا العام 6.8 بالمئة فقط في حين كان في العام الماضي 33 بالمئة، مقارنة بنحو 64 في المئة في عام 2016.

الرسالة السادسة:

برنامج الأغذية العالمي (WFP)،؛ شريك أساسي في جهود الأردن لتلبية احتياجات اللاجئين حيث يقدم إعانات صغيرة ولكنها مهمة جدا لمئات الآلاف من اللاجئين وبواقع أقل من 30 دولارا شهريًا،

ما تحمله الرسالة السادسة، «ان هؤلاء اللاجئين لن يكونوا قادرين على الاعتماد على ذلك في شهر أيلول لأن برنامج الأغذية العالمي لا يملك الأموال اللازمة لمواصلة عملياته، ما يعني أن هؤلاء الناس سيعانون أكثر مما يعانون بالفعل.

بالتحليل المتوازن استطاع رئيس الوزراء، بسط رسائل، دلالاتها سياسية اجتماعية، وإنسانية، قدرها مؤتمر روما عندما جعلت اللقاءات المشتركة من «مسار روما»، دعوة إلى محددات المصالح المتقاربة في دول المنطقة والعالم في قضية اللجوء والهجرة واللاجئين.. وأنه في نهاية اي مسار لا بد من التعاون».

روما/ مليوني تجد أن «مسار روما» بداية مسار استراتيجي، سيحظى بمشاركة دول أخرى للعمل لسنوات طويلة حول مكافحة الهجرة غير النظامية، وإن التعاون الذي يضع البحر المتوسط(...) في المركز يمكن أن يؤدي إلى حل.

عمليا، أشارت التحليلات الاقتصادية، من نتائج المؤتمر، قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم قد 100 مليون يورو، بهدف إطلاق مبادرات التعاون، التي تحقق رؤى المسار، وهي منحة يمكن البناء عليها دوليا وأمميا.

في عين أخرى حول بيان المؤتمر، ودور الأردن في أفق البيان الختامي، تحديدا مناقشة سبل مكافحة الاتجار بالبشر وتعزيز الهجرة القانونية، واتفقوا على إطلاق «مسار روما»، كمنبر استراتيجي شامل ومتعدد السنوات للعمل الجماعي، مع التأكيد أن تجاهل احتياجات اللاجئين في جزء من العالم سيؤدي إلى تفاقم أزمة الهجرة في جزء آخر.

اذا نظرنا إلى جدوى مشاركة الاردن في المؤتمر، نرى تلك الخصوصية في الفكر والتجربة ومنطق الرعاية الإنسانية، فقد قال الرئيس الخصاونة، ما يؤكد قوة الأردن خبراتها في معالجة الأزمات الدولية والإنسانية والأمنية، ذلك أن:» الاستثمار في اللاجئين هو استثمار في أمننا الجماعي، فالجدران لن توقف الهجرة إلى أوروبا، بل من خلال إنهاء الظروف التي دفعت اللاجئين إلى ترك ديارهم في المقام الأول وهذا يعني تزويد اللاجئين بالوسائل اللازمة لعيش حياة كريمة في الجوار المباشر لدولهم حتى تصبح الظروف مواتية لهم للعودة الى أوطانهم.

.. مسار روما، بوجود الثقل الأردني، الحضور الملكي، بانتداب رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة، يعيد، رسائل الملك عبدالله الثاني التي طالما نقلت إلى العالم عبر منصات الأمم المتحدة كبريات المؤتمرات والزيارات السياسية، كان جلالة الملك يمتلك رؤية عربية إسلامية إنسانية، تعود جذورها إلى الايلاف الهاشمي الكريم، نحمي الإنسان، نحمي المحتاج، ونأخذ موقفا في كل مسارات العمل الإنساني الدولي، وسنستمر في بلد الأمن والأمان الجوار القادر على الصبر والتحمل.. هي رسالة وموقف هاشمي أردني أصيل.

huss2d@yahoo.com

الرأي