بعد المشهد الاخير من امتحان الثانوية العامة
فيصل تايه
26-07-2023 12:44 AM
في الوقت الذي انهت وزارة التربية والتعليم اليوم الثلاثاء مجريات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٣م ، وأسدل الستار وطويت صفحة لتنطلق صفحة جديدة في مشوار العمر التعليمي ، عمت الفرحة قلوب ابنائنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة ، وشهدت ساحات المدارس وبواباتها احتفالات عفوية سادها جو من الانتشاء والسعادة ، معربين عن ارتياحهم وتفاؤلهم ، في حين اطلقت الزغاريد وألاهازيج الشبابية وحلقات الرقص والتصفيق والشعور بالتحرر من قيود الضغوط اثناء فترة استعدادهم للامتحانات ، كما وتبادلوا الأحضان والتهنئة بانتهاء هذه المرحلة من مراحل عمرهم .
اننا ونحن نتحدث عن انتهاء امتحانات الثانوية العامة لهذا العام ، والتي فرضت الكثير من المسؤوليات على كاهل وزارة التربية والتعليم ، فكان من الضرورة الاخذ بالاعتبار كافة الضغوطات والتأثيرات النفسية التي عانى منها ابناؤنا الطلبة على مدار العام وخلال فترة الامتحانات ، وان اختلفت آراؤهم حول سهولة وصعوبة الامتحانات ، لكنهم اتفقوا جميعا على ان الأسئلة من الكتاب والمنهج المدرسي ، وهذا ما اكدت عليه مرارا وتكراراً وزارة التربية والتعليم ، في ان الامتحان بني ليقيس كافة مستويات ابنائنا الطلبة ، وبتوجيهات مباشرة من معالي وزير التربية والتعليم ، خاصة فيما يتعلق بطبيعة الامتحان البنيوية وإجراءاتها الفنيه ، لتاتي بأعلى درجات المهنية ، اضافة الى تنفيذ الخطة الاجرائية المعدة ، والتي تتضمن آليات فاعلة لضمان نجاح العمل والتسهيل على الطلبة تاديتهم امتحاناتهم بكل يسر وسهولة .
نعم ، لقد كان لصوابية الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم والناظمة للعمل ، التأثير الإيجابي ، رغم دخول البعض بوتقعه الصراعات الكيدية ضد الوزارة ، لكن الاجراءات المتخذه كانت اجراءات احترافيه لا بد من الاشادة بها ، فمن المؤكد ان مسؤوليتها انيطت بدور الخبرة ، وثقتنا عالية بدار خبرة إدارة الامتحانات والاختبارات بوزارة التربية والتعليم ، والمشهود لها ذلك على مدى تاريخها ، فما يهمنا المحافظة على السمعة الطيبة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، حيث جاء هذا الامتحان مستند على الخطوط العريضه الموضوعة والأهداف التربوية المأموله ، إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم لتميز الطلاب بعدالة وأحقية الطالب المتفوق للتميز ، ما يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الاردني .
إن وزارة التربية والتعليم وقد انتهت من هذا الاستحقاق الوطني ، لا بد لها من مراجعة عامة وشاملة لكافة الاجراءات والخطط وتقييم العمل من مختلف جوانبه والتاشير بوضوح لنقاط القوة والضعف والبناء عليها ، اضافة لضرورة تشخيص واقعي لحالة الصخب اليومي المفتعل التي كنا تشهدها ، ومحاسبة كل من أساء لهذا الامتحان الوطني ، من قبل "فئات قليلة" ، تلك الفئات التي استخدمت بعض منصات التواصل الاجتماعي ، والابواق الفضائية وصنعت مشهدا كيدياً مغايراً للواقع ، ذلك لمشاغلة الوزارة عن اولوياتها ، ومحاولة ايقاعها في ارباك متعمد امام الراي العام ، من أجل مآرب خاصة معروفة ، وتناست ان امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامه هو "جهد وطني" يشكل معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، ما يعكس التطلعات والطموحات وتحقيق الامال وأهداف التربوية المنشودة .
لا بد من تقدير تعب القائمين على العملية الامتحانية ، وتسجل الشكر والتقدير للمساعي الحثيثة والمباركة لادارة الامتحانات والاختبارات ولطواقم المراقبة والاشراف والمتابعة وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني ، ونثمن كل جهودهم الطيبة ، وحرصهم على توظيف كل الإمكانيات لهذه العملية ، والاستعانة بكافة الكوادر الفنية التي عملت ما بوسعها ، وتابعت سير العمل وتفاصيل المشهد بكل همة ومسؤولية .
وهنا لن ننسى تكاثف جهود الدولة الاردنية واجهزتها كافة وبتوجيهات من اعلى سلطه ، فالشكر كل الشكر لكل الداعمين ، وعلى راسهم وزارة الداخلية وكافة مرتبات قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية والدفاع المدني ، وكل ما ساهم في هذا العمل الوطني .
والكلمة الأخيرة كلمة عرفان وتقدير للسادة اولياء الامور على تحملهم وصبرهم ، متمنين لفلذات اكبادنا ابنائنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة كل التوفيق والنجاح فكلنا أمل أن تجاوزوا هذه المرحلة بكل عزيمة وإصرار ، فهم أصحاب الهمة العالية وبإرادهم سيحققون طموحاتهم ، فقلوبنا معكم وعقولنا دائمة التفكير بكم ، ونحن على ثقة انكم ستحصدون ثمرة تعبكم وتعب اهاليكم وجهودنا وجهودكم معا ، لنفرح سوية عند إعلان النتائج
مع أطيب الأمنيات لكم بالنجاح والتفوق .