صفحات من تاريخ الاردن (16)
22-07-2007 03:00 AM
في أيار من عام 632 م صفر 11هـ أرسل النبي بعثا ، وأمر عليهم أسامة بن زيد ، وأمره أن يقاتل الروم في البلقاء ، ومنطقة آبل الزيت أي ( قويبلة) شمال شرقي اربد ، من شرقي الأردن ، وبعد أن اجتمع الجيش في الجرف قرب المدينة ؛ مرض النبي وانتقل صلوات الله وسلامه عليه إلى الرفيق الأعلى في 9 حزيران عام 632 م 13 ربيع الأول 11هـ ، وقد أدى ذلك إلى حل الجيش وعودته إلى المدينة ، لمواجهة الظروف الجديدة ، لاسيما وانه كان في عداد الجيش كبار الصحابة ومنهم أبو بكر الصديق ( رض) .وعندما تولى أبو بكر الصديق (رض) خلافة رسول الله (ص) ؛ كان أول ما فعله ؛ أن قام بإعادة تجميع جيش إسامة أنفذه الى غايته التي ارادها رسول الله (ص) ، وكان ذلك الموقف نهاية في الحزم ، خاصة في تلك الظروف المضطربة ، حيث ارتدت العديد من القبائل وثار البعض وادعى آخرون النبوة : فثار مسيلمة الكذاب في اليمامة ، وطلحة بن خويلد في بني أسد وطي وغطفان ، وسجاح بنت الحارث في بني تميم وبني تغلب ، وذي الخمار الأسود في اليمن وعدن ، ولقيط بن زرارة في عمان (بالضم). وقد وصل بعث أسامة إلى ( يبنى) في البلقاء قرب فلسطين ، ورجع غانما إلى المدينة بعد غياب شهرين . ثم تفرغ الخليفة أبو بكر لعقد الألوية والرايات لقتال أهل الردة وتأديب العصاة .
وقد بعث أبو بكر بخالد بن الوليد إلى الشمال ، والمثنى بن حارثة إلى العراق ، وعياض بن غنم إلى دومة الجندل ، وساعده خالد بن الوليد بعد أن لاقى صعوبة فيها ، وقد أرسل إليه خالد بن الوليد قائلا :
لبث قليلا تأتك الحلائب
يحملن آسادا عليها القاشب
كتائب يتبعها كتائب
أما بالنسبة لفتوح الشام ومنها شرقي الأردن والبلقاء ؛ فقد أراد الخليفة أبو بكر أن يعقد لواء الجيش الذي سيغزو الشام لخالد بن سعيد ، إلا أن عمر بن الخطاب اقنع الخليفة بعقد أربعة ألوية لفتح الشام ، فيما عهد لخالد بن سعيد أن يقضي على الردة في تيماء ، ويكون ردءا لجيوش المسلمين في الشام .
وقد اجتمع لخالد بن الوليد في تيماء جموع كثيرة من العرب ، ولما بلغ الروم عظم ذلك الجيش ، استنفروا حلفائهم ، فنفر إليهم من بهراء وكلب وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان، واجتمعوا في زيزياء من بلاد البلقاء في شرقي الأردن ، فتقدم إليهم خالد وحاربهم وشتت جمعهم ، ثم توغل في الشمال، فسار إليه القائد الرومي ماهان ، إلا أن خالدا هزمه وقتل معظم رجاله ، ولما وصلت الأخبار لأبي بكر ؛ أعلن الجهاد وأرسل كتبا إلى ديار الإسلام يستنفرهم لحرب الروم .
وقد اجتمع للخليفة أبي بكر بعد أن استنفر العرب جموع كبيرة تقدر ب 24000 ألف مقاتل ، فعمل الخليفة على تقسيمهم في أربعة ألوية ؛ فعقد لواء دمشق ليزيد بن أبي سفيان ، ولواء الأردن لشرحبيل بن حسنة ، ولواء حمص لأبي عبيدة عامر بن الجراح ، ولواء فلسطين لعمرو بن العاص .
وبدأ الجيش الإسلامي زحفه إلى الشام لفتحها في ربيع عام 634 م 13 هـ ، فسلك عمرو بن العاص طريق الطريق الساحلية إلى أيلة في أقصى جنوب الأردن ، ثم توجه عبر وادي عربة ليدخل فلسطين، أما القادة الآخرون فقد اخذوا الطريق التبوكية إلى البلقاء في شرقي الأردن ، فقد مروا بوادي القرى ثم الحجر ومنها إلى زيزياء في البلقاء ، غير انه تناهى إلى أسماعهم مرابطة جموع الروم في وادي عربة موقفة تقدم جيش عمرو بن العاص ، فنهدوا جنوبا إلى وادي عربة ، والتقوا بجيش الروم في غور الصافي في شرقي الأردن فهزموه ، ثم قفلوا راجعين شمالا ، فيما تقدم جيش عمرو إلى فلسطين . وتقدمت جيوش المسلمين الثلاثة الأخرى بقيادة يزيد وشرحبيل وأبي عبيدة إلى الكرك ، فتم فتحها صلحا ، ثم اخذوا يفتحون بلاد البلقاء وحوران إلى أن سيطروا عليها ، وقد كانت عمان من نصيب يزيد بن أبي سفيان ، الذي تمكن من فتحها فتحا يسيرا بصلح ، كما ذكر البلاذري ، ثم غلب على ارض البلقاء .
وعندما احتشد الروم في أجنادين بفلسطين ؛ كان شرحبيل في بصرى ويزيد في البلقاء ، وأبو عبيدة يحاصر دمشق ، فتنادى القادة للاجتماع بأجنادين لملاقاة العدو فيها ، ثم استنجدوا الخليفة بمدد فأمدهم بخالد بن الوليد من العراق للقضاء على جموع الروم التي احتشدت ، فسار خالد من العراق إلى عين التمر وفتحها عنوة ثم سار إلى قراقر في البادية ، ثم إلى دومة الجندل فوادي السرحان بشرقي الأردن ، ثم إلى سوى متجها إلى مرج راهط بجوار دمشق ثم إلى ثنية العقاب ، ثم عاد واجتمع بيزيد وشرحبيل وأبي عبيدة ، فتوجهوا جميعا لفتح بصرى ، ثم ساروا للالتقاء بجيش عمرو بن العاص في أجنادين قرب الرملة ، وهزموا جموع الروم ، فهرب القائد الرومي ثيودوروس أخ الإمبراطور إلى حمص .
وللحديث بقية ..