انعدام الثقة وتأثيرها النفسي على الشركات
د. محمد عبدالله اليخري
23-07-2023 04:38 PM
في أي عمل أو مؤسسة ناجحة، تشكل الثقة حجر الأساس للعلاقات الإنتاجية بين أصحاب العمل والموظفين. ومع ذلك، عندما يضمر صاحب العمل عدم الثقة في موظفيه، يمكن أن تكون العواقب بعيدة المدى وضارة بالصحة العامة للمؤسسة. تتعمق هذه المقالة في النظريات النفسية الكامنة وراء تآكل الثقة، وآثارها على الشركات، وتقترح استراتيجيات لإعادة بناء الثقة لتعزيز بيئة عمل أكثر انسجاما وإنتاجية.
*النظريات النفسية وراء قضايا الثقة
1.نظرية الإسناد: تشير نظرية الإسناد إلى أن الأفراد يميلون إلى عزو سلوك الآخرين إلى عوامل داخلية (مثل شخصيتهم) بدلا من الظروف الخارجية. عندما يشك صاحب العمل باستمرار في قدرات موظفيه أو نواياهم، فقد يميلون إلى إسناد سمات سلبية للموظفين، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الثقة.
2.نبوءة تحقق ذاتها: يمكن أن تخلق قضايا الثقة نبوءة تحقق ذاتها، حيث تؤدي شكوك صاحب العمل حول موظفيه إلى الإدارة التفصيلية أو المراقبة المستمرة. وبالتالي، قد يشعر الموظفون بالإحباط، والتقليل من قيمتهم، ويصبحون أقل انخراطا، مما يؤدي في النهاية إلى أداء دون المستوى ويعزز عدم الثقة لصاحب العمل في نفسه ايضا.
3.عدم الثقة والثقافة التنظيمية: يمكن أن تصبح قضايا الثقة داخل المنظمة معدية، مما يخلق ثقافة الشك وجنون العظمة. يمكن أن يعيق هذا الجو السلبي التعاون ويعيق الإبداع ويضر بمعنويات الموظفين، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والابتكار.
*تأثير انعدام الثقة على الشركات
1.انخفاض مشاركة الموظفين: عندما يشعر الموظفون بعدم الثقة، فقد ينفصلون عن عملهم والمنظمة. يمكن أن يؤدي هذا الانفصال إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة التغيب عن العمل وارتفاع معدلات استقالات الموظفين، وكل ذلك يؤثر سلبا على النتيجة النهائية.
2.قلة التعاون: الثقة ضرورية للعمل الجماعي والتعاون الفعال. في بيئة تفتقر إلى الثقة، قد يتردد الموظفون في مشاركة الأفكار أو تقديم التعليقات أو التعاون مع زملائهم، مما يعيق التقدم العام للمشاريع والأهداف.
3.الابتكار الخانق: يزدهر الإبداع في جو من الثقة، حيث يشعر الموظفون بالأمان للتجربة والمخاطرة. عندما تغيب الثقة، قد يكون الموظفون غير راغبين في اقتراح أفكار مبتكرة خوفا من التداعيات أو السخرية، مما يخنق إمكانات النمو والتحسن.
*إعادة بناء الثقة في مكان العمل
1.التواصل المفتوح: التواصل الشفاف والمفتوح هو حجر الزاوية في إعادة بناء الثقة. يجب على أصحاب الأعمال تشجيع جلسات التعليقات المنتظمة والاستماع النشط والمحادثات الصادقة لمعالجة المخاوف وسوء الفهم.
2.تفويض المسؤولية: إن تكليف الموظفين بالمسؤوليات والاستقلالية يدل على الإيمان بقدراتهم. تفويض المهام يمكن الموظفين بشكل مناسب ويعزز الشعور بالملكية على عملهم.
3.القيادة بالقدوة: يجب على أصحاب الأعمال أن يكونوا قدوة يحتذى بها وأن يظهروا الثقة في موظفيهم من خلال أفعالهم. إن إظهار الثقة في مكان العمل يحدد النغمة للآخرين ليحذوا حذوها.
4.الاعتراف بالأداء ومكافأته: إن الاعتراف بالأداء المتميز ومكافأته يعزز الثقة بين أصحاب العمل والموظفين. الاحتفال بالإنجازات يحفز الموظفين ويساعد على بناء بيئة عمل إيجابية وثقة.
بالمختصر، يمكن أن يكون لانعدام الثقة من قبل صاحب العمل في موظفيه آثار نفسية عميقة على المنظمة. يمكن أن يساعد فهم النظريات النفسية الأساسية في معالجة الأسباب الجذرية لعدم الثقة وتمهيد الطريق لإعادة بناء بيئة عمل أكثر ثقة. من خلال تعزيز التواصل المفتوح، وتفويض المسؤوليات، والقيادة بالقدوة، والاعتراف بجهود الموظفين، يمكن لأصحاب الأعمال خلق ثقافة الثقة التي تؤدي إلى زيادة مشاركة الموظفين، وتحسين التعاون، وتعزيز الابتكار والتي ستكون نهايتها حتما لصالح العمل.
يعني يا معلم وبكل صراحة، فاقد الشيء لا يعطيه وعديم الثقة بنفسه اكيد راح يكون عديم الثقة مع الكل. الثقة بتبني بالمعلومات الصحيحة والتعامل بوفاء والتقدير على الإنجاز قدر الإمكان. تخيل انت فاقد للثقة في موظفينك فكيف انت بتتوقع انهم ولو لثانية يكونوا واثقين فيك. احكيلك شغله بالمشرمحي، اذا كنت ليوم من الأيام ثقتك مهزوزة سيب خلق الله في حالهم وحاول اشتغل على ثقتك بنفسك وارجع اقوى من أول واعطي هاي الثقة لكل اللي حواليك وشوف كيف راح تكون النتيجة.