في ظل المتغيرات الجذرية التي تشهدها المجتمعات العربية، يلعب الشباب دوراً حاسماً في صياغة الحياة السياسية، بوصفهم القوة الدافعة للتغيير والتحول الاجتماعي، فضلاً عن أنهم يشكلون الغالبية العمرية في تلك المجتمعات، وهو ما يمكن استغلاله بنجاح لدفع العمل الحزبي والسياسي، شريطة توفير البيئة المناسبة لتلك الغاية.

على الرغم من القوة العمرية التي يمثلها الشباب، فإنهم يواجهون تحديات جسيمة في المجتمعات الفقيرة، منها الفقر والبطالة، إضافة إلى آفات اجتماعية أخرى مثل المخدرات والفراغ السياسي، وكذلك استغلال طاقاتهم من قبل أصحاب المال السياسي لصناعة ممثلين حزبيين او برلمانيين او توجيه هذه الفئة نحو شخصيات تستثمر بهذا المال السياسي ولهذا يعتبر المال السياسي من اخطر التحديات التي تواجه جيل الشباب المنخرط بالعمل الحزبي.
ولمواجهة تلك التحديات، يجب على الدولة أن تقوم بحماية هذه الفئة من الاستغلال، عبر تشريعات تحظر وتجرم استثمار الشباب لتحقيق مآرب حزبية.

يتعين على الشباب، كأمل المستقبل، أن يكونوا صرحاً راسخاً للديمقراطية، يخدمون المصلحة العامة ويتحلون بالأمانة في العمل الحزبي. ويجب أن يتمتعوا بالابداع والقدرة على تجديد هياكل الأحزاب وتحسين آليات عملها، بالإضافة إلى القدرة على التواصل مع الشباب الآخر وتحفيزهم للمشاركة السياسية.

من جهة أخرى، يعتبر الشباب نواة النضال السياسي والاجتماعي، يتميزون بالحماس والتصميم على تحقيق التغيير الإيجابي، ويقومون بالدفاع عن قضايا المساواة وحقوق الإنسان وحماية البيئة. كما يجب عليهم التأكيد على أهمية الديمقراطية الداخلية في الأحزاب، بحيث يكون للأعضاء الشباب دور فاعل في صنع القرارات وتحديد أولويات الحزب.

وفي ختام هذا النقاش، يجب أن يتذكر الشباب دائماً أنهم الأمل الحقيقي في بناء مستقبل أفضل وتحقيق التغيير الإيجابي في العالم، وعليهم أن يكونوا واعين لأهمية دورهم في العمل الحزبي وأن يعمل وبنزاهة ومسؤولية لتحقيق المصلحة العامة. فالالتزام بالنزاهة والشفافية لا يكسبهم ثقة الناخبين والأحزاب فحسب، بل يسهم أيضا في تحقيق تنمية ديمقراطية مستدامة. لذا، يتعين على الشباب، كأصحاب الحق في تشكيل المستقبل، أن يكونوا دائماً على القمة في تحقيق التغييرات الإيجابية وتعزيز الحياة الديمقراطية في المجتمع.