facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




‏لا خير فينا إن لم نقلها


حسين الرواشدة
22-07-2023 08:17 PM

بأمر القرّاء الأعزاء ، أستأنف الكتابة ، بعد انقطاع لعدة أيام ، أُعيد التذكير، لمن يهمه الأمر، بقاعدة ذهبية ،التزمتُ بها على امتداد مسيرة الحرف التي تجاوزت 40 عاما : لا كتابة تحت الوصايات والمزايدات .

نحن -الكتاب والصحفيين الأردنيين، أو من تبقى منهم على قيد الكتابة، - بلغنا سن الرشد الوطني ، وحروفنا تشرق من شمس الأردن ، ولا تضيء قناديلها إلا من شجرة مباركة ، زيتونة لا شرقية ولا غربية، لدينا "قضية اردنية" تطاردنا كحلم جميل، نفيق عليها مع فنجان قهوتنا بالصباح ، لا ننتظر من يوزع علينا الطرود والمواعظ الوطنية ،ولا من يخوّفنا من التيه والنوم بين المقابر ، أرواحنا ،قبل حروفنا، نبذلها كُرمى للبلد ، بلا منّة ولا مزاودة.

‏لا خير فينا، نحن الجيل الذي أوشك أن يودع المهنة ، إن لم نقل لابنائنا الشباب الذين يصعدون اليوم سلم الصحافة: نرجوكم ، كونوا أحرارا ، لا تسمعوا إلا لصوت ضمائركم ،وحدها هي الدليل فصدقوها، ولا تسمحوا لأحد أن يكسر أحلامكم، وحدها هي اليقين فاحذروا أن تستقيلوا منها ، ولا تلتفتوا إلا للمسؤولية المهنية والأخلاقية التي اقسمتم عليها.

أنتم صوت الناس وصدى أنينهم، وملجؤهم ، ورسولهم لكل مسؤول بإدارات الدولة، فلا تخذلوهم ،ولا تقايضوا على معاناتهم، هؤلاء رأسمالكم و رصيدكم ، ومصدر اعتزازكم، لا قيمة لكم بدون اعترافهم ومحبتهم ، ودعمهم الدائم.

‏أعرف ،تماما، ان مهمتكم صعبة ، فالتشريعات تحاصركم، والذين لا يعرفون قيم الدولة لا يفكرون إلا بمعاقبتكم، البعض يريدكم أن تظلوا ظلا له ، أو أن تصفقوا لإنجازاته الوهمية، آخرون يحاولون أن يفسدوا ذمتكم الصحفية ، لتصبح الوجه الآخر لفسادهم .

أعرف، أيضا ، انه لا ظهر لكم في هذا الواقع الصحفي ، الذي اصبح الجميع يبحث فيه عن رغيف الخبز وراتب آخر الشهر ، بدل أن يبحث عن الحرية والاستقلالية ، لكن مع ذلك كله، أراهن عليكم ، و أدرك تماما انكم ستكونون أفضل منا، ومن اقلامكم سيطلع فجر الاعلام الحر ، و عليها ستنكسر تابوهات وخرافات ، أورثتنا ما نحن فيه من عجز وخيبة.

‏لا خير فينا ، أيضا، إن لم نصارح الأردنيين بأننا أخطأنا ،أحيانا ، بحقهم، و أن بعض اعلامنا خذلهم، ونطلب منهم الصفح والسماحة ، ثم‬ نعاهدهم أن نكون صوتهم الحر ، ومنابرهم التي تعبر عن قضاياهم وطموحاتهم .

نحن -الكتاب والصحفيين -خرجنا من رحم المعاناة التي تعيشونها ، واخترنا أن نكون ناطقين باسمكم، وممثلين للضمير العام الذي هو أنتم ، فاقبلوا ان نقوم بهذه المهمة ، وامنحونا القوة على الصبر والصمود ، واضربونا على ايدينا ،كما يفعل الآباء مع أبنائهم، إن ولغت أصابعنا في موائد اللئام.

‏لا خير فينا إن لم نقلها بصوت لا يقبل اللجج : لا يمكن للإعلام أن يتحرك بالاتجاه الصحيح، إلا إذا توفرت له بيئة سياسية وتشريعية واجتماعية مفتوحة على فضاءات الحرية، وحق الحصول على المعلومة، كما لا يمكن للدولة أن تنهض بإعلام "الطبل " ، او تشق طريقها نحو التحديث واعلامها في بيت الطاعة.

الإعلام الوطني الحقيقي يحمل رسالة الدولة وقيمها ، ويدافع عن وجودها و حدودها ، وهو جزء من إدارات الدولة ،لا مجرد عصا لها او جزرة ، واداؤه يُقاس على مسطرة المهنية والمسؤولية الحقه ، لا على مساطر المنافع والترضيات، او التوظيفات والوصايات.

‏لا خير فينا إن لم نكن صادقين مع بلدنا ،وقيادتنا ، وأهلنا ، حريصين على قول الحق ،مؤمنين بقدرتنا على تجاوز الصعب ،ومواجهة الغوائل والعاديات ، وجاهزين دوما للدفاع عن مهنتنا ؛مهنة الحرف الشريف ، و التحرر مما يريد البعض أن يشغلنا فيه لنغرق باليأس والخوف ، ونبقى اسرى للعجز وقلة الحيلة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :