وزارة التربية والشائعات المغرضة عقب امتحان الكمياء
د. عبدالله الزعبي
22-07-2023 09:40 AM
إن امتحانات الثانوية العامة تجري وفق معايير مدروسة وإجراءات منظمة وضوابط مقننة وجدول مواصفات محكم يضمن قياس قدرات الطلبة ومهاراتهم وكفاياتهم قياسا دقيقا يراعي الفروقات الفردية بين مستويات الطلبة معرفيا ومهاريا بحسب ما يتضمنها المقرر المدرسي.
وإن مهمة إعداد امتحان الثانوية العامة تسند إلى مشرفين تربويين محترفين ومتميزين علميا وأكاديميا وتربويا وعلى دراية تامة بمواصفات الامتحان الجيد التي من أبرزها أن قياس صعوبة الفقرة الامتحانية أو سهولتها تقاس وفق علم القياس والتقويم بنسبة الطلبة الذين أجابوا إجابة صحيحة من المجموع الكلي للطلبة، وهذا لا نستطيع تحديده على وجه الدقة إلا بعد إجراء عملية تصحيح إجابات الطلبة، أما ما نراه من ردود أفعال الطلبة بعد الامتحان مباشرة فهي بمنزلة مؤشرات آنية ولا تعكس بالضرورة الصورة الحقيقة للأداء، بل تبقى مجرد ردود فعل نسبية لذلك فإننا نرى أن الطالب المتميز لو لم يجب عن سؤال واحد أو اثنين من أصل 50 سؤالًا لتولدت لديه ردة فعله سلبية بالرغم من تحصيله علامة عالية.
وليس أدل على ذلك مما تمخضت عنه نتائج تصحيح إجابات الطلبة في مبحث الكيمياء التي أظهرت أن قرابة سبعمئة (700) طالب حصلوا على علامة كاملة في مبحث الكيمياء للفرع العلمي وأن نسبة ثمانين (80) بالمئة من الطلبة قد اجتازوا الامتحان بنجاح، وهذا بلا شكّ دليل قاطع على التسرع في إصدار الأحكام الخاطئة وفشل الهجمة الشرسة التي قادتها فئة مغرضة لصالح أجندات ومصالح شخصية رخيصة.
وختاما، فإنني أتوجه برسالة إلى طلبتنا الأعزاء وأولياء أمورهم الكرام مفادها الاطمئان بأن وزارة التربية والتعليم لا تألو جهدا في تأدية رسالتها التربوية على أتم وجه وأنها تغلب مصلحة الطلبة في كل أمر داعيا طلبتنا وأولياء أمورهم إلى عدم الالتفات إلى ما يشيعه المغرضون المحبطون وأن يعتمدوا في دراستهم على الكتاب المدرسي المقرر بعيدا عن الملخصات والمكثفات والدوسيهات التجارية، وأن يتجاهلوا ما يبثه أصحاب كثير من المنصات التسويقية التي تتلاعب بمشاعر الطلبة؛ فتلك منصات لا يهمها سوى تحقيق مصالحها الشخصية بأساليب تجارية همها جذب أكبر عدد من الطلبة إلى صفوفها.