"منتدى أسبن الأمني" .. لا أحد يريد التحدث عن سيناريو عودة ترمب
22-07-2023 09:36 AM
عمون - في "منتدى أسبن الأمني" الذي انعقد بولاية كولورادو الأميركية، حضرت قضايا المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، والغزو الروسي لأوكرانيا، وحتى مخاطر التكنولوجيا، لكن كبار الشخصيات رفضوا الإجابة عن سؤال حول سيناريو عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 2024.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن مسؤولي الولايات المتحدة ونظرائهم الأجانب الذين مازالوا في السلطة أو خارجها، كانوا يصمتون عندما يسألهم الصحافيون عن الرئيس الأميركي السابق، إذ يتحول البعض للحديث عن مواضيع أخرى، فيما كان آخرون يرفضون بشكل قاطع الحديث علانية عن الأمر.
وبسؤاله عن ما إذا كان يشعر بالقلق من أن يقوم ترمب، في حال عودته إلى البيت الأبيض، بإخراج الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أجاب وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي "هذا أحد تلك الأسئلة الرائعة التي تدعوني لقول شيء قد يمنحك انطباعاً مفاجئاً، وهي أنني لن أعلق على ذلك".
كما تجنّب آخرون الحديث عن ترمب بشكل مباشر، إذ رد ستيفن بيجون، وهو نائب وزير الخارجية الأميركية خلال إدارة ترمب الأولى "لم أبدأ التفكير في عام 2024".
وقال ستيفن هادلي، وهو مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش: "أنا لا أمارس السياسة الآن".
أما وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني فقالت وهي تبتعد عن مراسلة المجلة الأميركية "شكراً لك، لدي مشاكل كافية في بلدي".
وأكد العديد من الأشخاص المشاركين في "منتدى أسبن الأمني"، أنهم ليسوا هناك للحديث عن الأمور الحزبية، ولكن للبحث عن حلول للمشاكل التي تتطلب دعماً من كل من الأحزاب السياسية الأميركية والحلفاء العالميين.
"مخاطر عودة ترمب"
على الرغم من أن عدداً قليلاً من المناقشات الرسمية خلال المنتدى أشارت إلى ترمب (في سياق سياسات إدارته الأخيرة)، فإن العديد من القضايا التي تمت مناقشتها، مثل مكافحة تغير المناخ أو حماية الديمقراطية، من المرجح أن تتراجع في عهده الجديد حال فوزه، إذ أنه من المتوقع أن يجعل هو وفريقه مركزية السلطة في الرئاسة أولوية، ويشمل ذلك الاستغناء عن العديد من المسؤولين الحكوميين المهنيين الذين يمكنهم المساعدة في ابتكار حلول للتحديات التي تواجه العالم.
وأشارت المجلة إلى أن هناك محادثات بشأن دونالد ترمب جرت وراء الكواليس في المنتدى، إذ أعرب بعض الأشخاص عن خوفهم من عودته، لأنهم يخشون من تغييره الاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بالتحديات التي تتم مناقشتها في المؤتمر.
ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول سابق في البيت الأبيض خدم في عهد ترمب، رفض الكشف عن هويته، قوله: "الفوضى طريقة صعبة للغاية للحكم".
وتكمن إحدى المخاوف المشتركة التي أثارها الناس سراً في المنتدى ما تعنيه عودة ترمب بالنسبة لأوكرانيا، وذلك بالنظر لتعاطفه المعروف مع رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين، فضلاً عن مخاوف وقفه المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية التي تساعد الأوكرانيين في قتالهم حال فوزه بالانتخابات.
وقال أحد الموظفين السابقين في الكابيتول هيل، إن بعض الحاضرين في منتدى أسبن الأمني، كانوا بالفعل يتنبأون سراً بأسماء الشخصيات التي قد تضمها حكومة ترمب.
ولفتت "بوليتيكو" إلى أنه نظراً لرفض ترمب قبول خسارته في سباق عام 2020 أمام بايدن، فإن الكثير من الحاضرين أعربوا عن شعورهم بالقلق من عودة حالة الفوضى التي أثارها سابقاً قبل بدء الانتخابات.
وحذر كريس كريبس الذي طرده ترمب من منصبه كمدير لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية لإعلانه أن انتخابات 2020 كانت آمنة، من أن المساعدين المحليين للرئيس السابق قد يُشكلون تهديداً لسباق 2024.
ورأى كريبس أن أولئك الذين يتمتعون بالمعرفة التقنية يمكنهم محاولة اختراق الدوائر الانتخابية أو غيرها من البنية التحتية للتصويت لبث الشكوك حول النتائج، فضلاً عن الممثلين الأجانب من الصين وروسيا الذين قد يحاولون الإضرار بالعملية الانتخابية.
"asharq"