عبر المسافات الماضية ، الى حد ما ، تشابهت الأفكار وتكرّرت الصّور عبر الذّاكرة ، وربما أن الكثير من الأشياء لم يستحق الوقوف على ناصية التّمعن والتّعمق في صلب التّفاصيل ، لعل أغلب المارّين من هُناك يبحثون عن طفرة في الواقع ، والنضوج بالفكرة الجّامعة للقوى المختلفة ، وصدفة تجد فكرة فريدة من نوعها , وتحمل هويّتها على أرضها ، مبادرة " صنع بحب في الأردن " وتحمل بجعبتها الإرتباط الحقيقي مع الوطن وطاقة خضراء والكثير من الإرادة.

بدأت فِكرة المبادرة من ربوع شباب الوطن ، إرتوت من حُب التّراب ، والإتصال الحقيقي بالأرض ، فأُطلقت بحروف إعلاميّة وطنية على يد المبدعة نيفين العياصرة ، لترسم خارطة المبادرة بأهدافها وتحدّياتها وفرصها وآلية العمل، وما إكتمل ذلك دون الجّهود المختلفة وتكاتف بين القطاعي العام والخاص لتسافر بفكرتها بالمنتج الأردني إلى العالم اجمع .

هذه المبادرة الإعلاميّة الصّناعيّة الهادفة لدعم المنتج المحليّ الأردنيّ ، وذلك بالتّرويج للمبادرة من خلال الحملات الإعلاميّة المرئيّة والمسموعة ووسائل التّواصل الإجتماعيّ ، وطرح الخيارات المتاحة لجذب المستهلكين الجّدد ، وإستخدام إستراتيجيّات إبتكاريّة جديدة لبناء دافع التجربة ، ومن نقاط قوة المبادرة ربط الصّناعة الوطنيّة بالثّقافة والسّياحة ، ويأتي ذلك للتصدّي للنظرة السّلبية للمنتج المحليّ الأردني.

ومن الأدوات المستخدمة في هذه المبادرة ، صناعة الأفلام الإعلاميّة القصيرة باللغتين العربيّة والإنجليزيّة عن المنتجات الوطنيّة الصّناعيّة وبثها من خلال إستخدام وسائل الإعلام الأردنيّة ، لإشهار المنتج الوطني بطريقة إستثنائيّة مما يخدم تشجيع الإسثمار داخل الوطن ، ويرافق ذلك لقاءات مع شخصيات وأصحاب مصانع للحديث عن مشاريع المنتجات المحليّة والتّطور الذي يرافق ذلك ، وإنشاء النّدوات والفعاليات والمهرجانات للوصول إلى غاية إشهار المنتجات الصّناعيّة وجذب الإستثمارت العربيّة والأجنبيّة.

مبادرة " صنع بحب في الأردن " بتفاصيلها الإستثنائيّة ، جمعت بين القطاعين العام والخاص ، ولاقت اهتمام من وزير الصناعة والتجارة والعمل يوسف الشًمالي ورئيس غرفة صناعة عمان المهندس فتحي جغبير

كما تضم المبادرة فريق اعلامي مميز من اعلام وصحافة وفنانين لتخرج علينا بأفكار ابتكارية في الترويج للمنتج المحلي لم تخلق قبل.

وابدت وزارة الزّراعة ممثلة بالوزير الحنيفات ومدير مؤسسة الإقراض المهندس محمد البلاونة ووزارة الإدارة المحلية استعدادها في إنجاح الخطّة المحكمة للمبادرة ووضعها بالاتجاه الأنجع .

وأشرعت المبادرة أبوابها لمن يرغب بالإنتساب إليها ، فكانت فكرة رائدة ، ووجهة ثابتة على الدّوام ، وإستطاعت أن تصنع الفاعلية الحقيقية على منصات التواصل الاجتماعي ، ورسم خارطة الطّريق للوصول الى رفع رايات الوطن في كل أرض ومحفل .

لمثل هذه المبادرات يحتاج الوطن

بعض المبادرات تبحث عن تحقيق ذاتها ، أو إيصال رسالاتها الشّخصيّة أو الجّماعيّة ، لكنّ صنع بحب في الأردن ، صنعت من حُب الأردن ومن أصالة البيت والعمران ، وبجهود كوكبتها صارت أغنية لعمّان .

مثل هذه المبادرات تنتظر دوماً تشجيع الحكومة من خلال الدّعم المادي والمعنويّ ، لأنّ المشاريع التي تحمل أهداف وطنيّة أمامها الكثير من التحديات ، وضرورة تبنّي فكرة المبادرة للفت طرف العالم على المنتج الوطنيّ .