الياس زنانيري .. لماذا غادرتني دون وداع؟
عبدالله العتوم
20-07-2023 02:52 PM
مولده كان في القدس التي كانت مدينة سلام فحولها العدو الصهيوني إلى مدينة حرب، اما مفهوم حضارة اليهود فيوضحها قول يهوى لشعبه المختار ...إذا دخلتم المدينة اقتلوا سكانها بحد السيف تذبح كل بهائمها، وهذا ما يحدث اليوم في ساحات اولى القبلتين على يد شذاذ ومهاجرين ليس من افريقيا كما في تونس إنما من مانهاتن وبولندا وروسيا كانوا مسيحيين فتحولوا إلى اليهودية للبحث عن إقامة وفرصة عمل وعيش يحقق لقمة الخبز.
ولد الصديق العزيز الغالي الياس حنا زنانيري في مدينة القدس، وكان والده حنا يملك متجرا فاخراً في القدس للاثاث المنزلي والأدوات الصحية والكهربائية وكانت موازنته بالملايين وبعد ذلك انتقل ابنه البكر الياس والثاني هنري إلى عمان الحبيبة، وبنوا مشروعا يقلد القدس العاصمة.
حاول أبناء الحريري شراء هذا المبنى بالملايين لينضم إلى مشروعهم فرفض الياس زنانيري وقال لهم لن ابيع اسم الياس وانا وهو ترافقنا على مدى 50 عاما نلتقي دوما ونتحدث عن القدس والوطن، قال لي والدي حنا عندما تخرجت بالمترك الاردني سارسلك إلى الجامعة الأمريكية في بيروت ليدرس الاقتصاد وتتخرج منها، قال لي الياس أن رئيس الوزراء الأردني آنذاك -لا اتذكر اسمه اليوم- أنني رشحتك لسيدنا لتشغل وظيفة وزير اقتصاد في المملكة فاعتذرت وقلت له اتركني في القطاع الخاص.
من عادات الياس أنه كان يذهب بسيارته المرسيدس ذات ارقام الثلاثة يوميا إلى مبنى المشروع بالعبدلي مقابل مديرية الأمن العام ويفتح الموقع ثم يلحق به باقي الموظفين وكان هذا الفعل يتكرر على مدى عقود.
في السابع عشر من هذا الأسبوع كنت بصحبة صديق صحفي فأبلغني أن الياس زنانيري قد غادر هذة الدنيا الفانية وتذكرت رفقتنا مع الغالي المرحوم مازن العجلوني الذي كان يحدثنا دائما عن بطولة الطيار فراس العجلوني في دفاعه عن فلسطين وارتقى شهيدا.
الياس ايها الحبيب الذي افتقدك، كيف غادرتني دون وداع، ودون أن أقبل وجنتيك الطاهرتين إلى الحياة الاخرة، وكيف امارس الذكرى عن القدس وأبوابها، وكيف استطيع أن أقبل ابنك حنا وابنتيك روندا ومها، وكيف أقبل نانسي زوجتك ورفيقة عمرك؟.
تصفحت صحف نهاية الأسبوع فلم أجد نعيا لك، ولم أعرف أين قاعة العزاء لاذرف الدمع في في وداعك فلم أجد
الياس زنانيري، هل اودعك عن بعد؟! هذا لا يجوز ولا يحق لي ولغيري أن يهمش وداعك تحت أي ذريعة واهية لانك الكبير.
رحمك الله ولن احتمل فراقك لانك الغالي والحبيب..