حوارات رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، مهما تعددت مضامينها، لكن ما هو ثابت بشأنها أنها تشكّل عنوانا لحالة منفردة وإيجابية، فمبدأ الحديث مع الشباب دون قيود وبروتوكولات بحدّ ذاته خطوة هامة جدا تقرّب المواطنين الشباب منهم تحديدا من مراكز صناعة القرار، سيما وأن هذه اللقاءات والحوارات تغيب عنها الترتيبات البروتوكولية، ويأخذ الحديث بها طابعا يشبهنا جميعا.
بدأ رئيس الوزراء سلسلة من الجولات الميدانية، يحمل ملفات متعددة، أبرزها المتعلقة بمسارات التحديث الثلاثة، سياسيا واقتصاديا وإداريا، وإن كان للتحديث والإصلاح السياسي النصيب الأكبر من قبل الشباب بهذه الجولات، بحرص شبابي واضح أن يكونوا جزءا من منظومة سياسية حديثة تحمل الكثير من التفاصيل الجديدة، وتمنحهم مساحات واسعة من الحضور والمشاركة، ليسمعوا من خلال لقاءاتهم برئيس الوزراء إجابات على كل أسئلتهم، كما أن رئيس الوزراء يحرص أن يسمع منهم، ويبني على حديثهم كل ما من شأنه تحقيق خطى انجاز إضافية، وحقيقية.
تحضر كافة القضايا والملفات المحلية في حوارات رئيس الوزراء، ويأخذ البعد الشبابي جانبا كبيرا، في ظل تأكيدات الرئيس على أن التعديلات الدستورية الأخيرة، وقانوني الانتخاب والأحزاب تضمنت ممكنات لتعزيز مشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية والعمل الحزبي، ليحضر هذا الجانب وبقوة في حوارات «دولته» كونها تحمل من الحداثة الأكبر نصيبا، ومن الإصلاح الأكثر مساحة، مما يجعل من كل هذه الحوارات واللقاءات أداة حقيقية لجعل الإصلاح والتحديث واقعا ملموسا، وليجد الشباب ما يبحثون عنه مباشرة من خلال إجابات رئيس الوزراء بكل شفافية ووضوح.
وبطبيعة الحال عندما يستمع رئيس الوزراء من الشباب، فإن القادم سيكون منهم ولهم، ففي الحوار الشفاف، نتائج إيجابية للحكومة وللشباب والمواطنين، مما يجعل من هذه الحوارات قيمة مضافة على الكثير من الملفات الشبابية، وتحرّك ساكن التوجهات الشبابية الحزبية والانتخابية سواء كان ترشحا أو انتخابا واقتراعا، ذلك أن ثمرات الحوار يكون قطافها بالحضور الشبابي في المشهد السياسي الحديث وحتما هذا الجانب سيتحقق عندما يستمع الشباب من رئيس الحكومة ويسمع منهم، بتلقائية وشفافية، بذلك تحقق أعلى درجات الثقة والإصرار على تحقيق بصمات حقيقية بهذا المجال.
حوارات رئيس الوزراء تعزز الثقة بين المواطنين والحكومة، وتقرّب وجهات النظر، وتجعل من تطبيق مسارات الإصلاح أكثر عملية وحقيقية، ويصبح القادم مراحل تنفيذ يشارك بها الجميع، ذلك أن الحوار هو المفتاح الحقيقي للأفضل وعلى كافة المستويات والمسارات.
(الدستور)