أجمعت معظم الدراسات والمقالات التي نشرت في الصحف اليومية والمواقع الالكترونية، على أن أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى العنف الطلابي هو الفراغ، وعدم استغلال الوقت بالشكل النافع، ومن المعلوم أن استغلال وقت الطالب هو من شأنه وواجبه أولاً، ومن ثم يقع اللوم على الجامعات والمؤسسات التعليمية إن لم تمكنه من ذلك، فكلنا مع الحكمة القائلة بأن العقل السليم في الجسم السليم، وعليه فسداد التصرف من قبل الطالب أو غيره يتطلب هذه الميزة من سلامة العقل ورجاحته، فهل هيأنا أجسام طلبتنا كما يجب حتى تكون أفعالهم كما نتمنى؟
بعد مراجعة تعليمات التفوق الرياضي للطلبة المدنيين لبعض الجامعات الرسمية، تبين أنها تهدف إلى رفع مستوى النشاط الرياضي في الجامعة، وإتاحة فرص التعليم العالي للمتفوقين رياضياً.
يعد الطالب متفوقاً رياضياً لغاية تطبيق هذه التعليمات من كان:
لاعباً في منتخب وطني.
أو لاعباً في منتخب للقوات المسلحة الأردنية.
أو منتخب لمدارس المملكة ومثل الأردن في لقاء خارجي على الأقل.
أو لاعباً في نادي من أندية الدرجة الممتازة أو الدرجة الأولى الحائز على أحد المراكز الثلاثة الأولى في بطولة من البطولات السنوية الرسمية التي تنظمها الاتحادات الرياضية في الأردن.
أو من كان حائزاً على أحد المراكز الثلاثة الأولى في بطولة من البطولات الفردية التي تنظمها الاتحادات الرياضية المختصة في الأردن.
أو لاعباً في فريق عسكري أو مدرسي حائزاً على المركز الأول، في بطولة رياضية من بطولات القوات المسلحة الأردنية الرسمية أو بطولة من بطولات مدارس المملكة الرسمية.
كما ويشترط في الطالب المتفوق رياضيا ً والمتقدم للقبول في الجامعة أن يكون:
حسن السيرة والسلوك، ولم يصدر بحقه أي عقوبة رياضية في الموسم الرياضي الذي حصل فيه على التفوق الرياضي.
وأن يكون كامل اللياقة البدنية وغير معتزل رياضياً بالإضافة لأن يكون حائزاً على شهادة التفوق الرياضي في الموسم الذي يسبق تاريخ الالتحاق بالجامعة، أو أن يكون حائزاً عليها في أخر بطولة أو دورة رياضية.
يلتزم الطالب المتفوق رياضياً والذي يقبل وفقا لأحكام هذه التعليمات بممارسة النشاط الرياضي داخل الجامعة وخارجها وفق البرامج التي تعدها عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، وإذا اخل بهذا الالتزام يحق للجهات المختصة في الجامعة اتخاذ الإجراءات التأديبية الجامعية المناسبة بحقه بما في ذلك الفصل من الجامعة!!!!.
لنتوقف هنا قليلاً،،،،ألا يعتبر جزء من هذا الشرط مجحفا بحق الطالب؟
فما معنى أن يمنع الطالب من ممارسة النشاط الرياضي خارج الجامعة إلا وفق البرامج التي تعدها عمادة شؤون الطلبة؟ وإلا قد تصل العقوبة بحقه لحد الفصل من الجامعة!
هل نستنتج من هذا بأن طلبتنا موضوعين تحت الإقامة الجبرية وهم خارج أسوار الجامعة؟
أليس الصواب هو في أن يشجع الطالب على أن يمارس نشاطه الرياضي خارج الجامعة من خلال أي نادي وطني أو مجتمعي، أو يشكل فريقا رياضيا مع زملائه الطلبة، أو غيرهم فنشجعهم على التواصل والتعارف والتآلف والتقارب، وبهذا نبعد شبح الفرقة والعنف والانعزالية عنهم وعن تفكيرهم ؟
أليس إلغاء بعض حقوق طلبتنا عنفاً؟
أليس هذا أفضل من أن يشكل الطلبة فرق متناحرة لسبب ولغير سبب، وتكون الجامعات والقائمون عليها المتسببين بتفريغهم من أنشطتهم بسبب شروط لا طعم لها ولا هدف؟
واضح من أن هناك شروط إنما وضعت بشكل تعسفي وأثبتت عدم جدواها. شروط على الطالب المتفوق أن يلتزم بها وينفذها حرفياً ليحصل على مقعد دراسي يخوله من الجمع بين العلم وممارسة النشاط الذي أوصله لذلك المقعد، مثالاً على ذلك أورد حالة احد الطلبة المتفوقين رياضياً والذي وصل إلى هذه المرحلة وهو يشعر بأنه المتميز بين رفاقه كيف لا وهو الذي حصل على مراده بالدراسة واللياقة البدنية، أي من خلال التفوقين العقلي والجسدي معاً، في جامعة ما وجدت إلا لإعطاء الفرصة لمن يستحقها وبنفس الوقت لتحافظ للطالب على مكتسباته:
يقول هذا الطالب: "لقد قبلت في الجامعة منذ ثلاث سنوات، بناءً على تفوقي الرياضي، ولكنني لا احصل وزملائي على التدريب المطلوب، وفي نفس الوقت لا نُمَكنُ من الأدوات الرياضية الضرورية للتدريب، والتي لا غنى لنا عنها وذلك للإبقاء ولو حتى على لياقتنا التي ملكناها قبل قبولنا بالجامعة، ولا نحصل على أي دعم عملي أو حتى نفسي بهذا الخصوص، ولا نكاد نشهد نشاطا يحركنا أو يفعل قدراتنا، ولا أكتمكم فقد استطعت أن أوصل صوتي بأدب لإدارة الجامعة وحُّوِلتُ إلى عمادة شؤون الطلبة السابقة وقد أدهشني مبادرتهم لي بأسئلة عند لقائي بهم لم أكن لأتوقعها مثل:
هل أنت مشتكي علينا؟
هل ترغب بالانتقال إلى الجامعة الموجودة في محافظتك؟
وطبعاً بعد اللقاء لم احصل على شيء مما طلبته أو اقترحته، وقد كان لقاء مُحبِطا، عنيفاً، حسب قول الطالب، وأضاف بأنه يقضي وقته الآن في المقاهي، والسبب كما أشار هو حرمانه من هوايته ونشاطه الذي اعتاد والذي اُبعِدَ عنه رغماً عنه، وذلك بعدم توفير الظروف الملائمة لذلك، ويتساءل:
"أليس غريبا أن ندعي بأن لدينا مقاعد دراسية للتفوق الرياضي، اتضح الآن أن الهدف منها هو التفاخر والفرقعة الإعلامية للجامعات، والحقيقة التي نلمسها هي أننا مبعدون عن أي نشاط رياضي نحلم به ونعيش كمُعتزلين مع أننا وصلنا إلى هنا كوننا رياضيين متفوقين؟".
muheilan@hotmail.com