هل التغيير إرادة ام ادارة؟
د.محمد البدور
19-07-2023 08:12 PM
جميعنا نطالب بالتغيير ولكن كيف نصنع التغيير وهل هو إرادة شعبية ام إدارة حكومات؟.
برأيي ان التغيير اولا ثقافة قبل هذه وتلك وهذا يعني ان الارتقاء بطريقة التفكير الجمعي للامة والانتقال بها من مراحل التمني والامال الى مراتب الممارسة والسلوك عندها نصنع التغيير لوطننا وهنا يصبح التغيير إرادة وطنيه مصدرها الشعب ومثال ذلك:
نحن ننتخب نواب الامة وفقا لمصالحنا وصلة الرحم والقربى ولا نعير اهتماما كافيا لما هو مطلوب منا من اختيار الاكفاء المشهود لهم بالمواقف الحرة والمعرفة بحجم مسؤولياتهم ودورهم في نهضة الوطن ولذلك سرعان ما ننقلب على نوابنا ونطالب بحل مجلسهم واخراجهم من افق خياراتنا ونحن من اصطفاهم على غيرهم وتقدمنا بهم نواب لنا من المسؤول عن ذلك؟ نحن!
الحقيقة اننا اذا اردنا التغيير علينا ان نغير طريقة تفكيرنا وثقافتنا المبنية على ان على الحكومات وحدها وجلالة الملك هم المطالبين بصناعة التغيير وسن قوانينه وتشريعاته ونحن على خطاهم ماضون وهذا شيء جميل ان تقوم الحكومات بذلك ومطلوب منها ذلك لكن لن تنجح خططها ودعواتها وبرامجها اذا لم يرافق ذلك ارادة شعبية وطنية يؤمن فيها الفرد المواطن بأنه جزء من التغيير ومثال ذلك: كيف تنجح خطط الحكومات وتوجيهات جلالة الملك بمحاربة الفساد اذا كان الفرد في مؤسسته يمارس الفساد بيده ؟.
نعم العقوبات تردع ولكن الاهم ان يكون لدينا ثقافة وطنية مجتمعية ترادف القوانين ولا تخالفها وهذا هو الانتماء الوطني قبل يومين وصلني منشور من جماعة تقول انها اصلاحية وتحمل اسماء شخصيات وطنيه معروفه تقول انها تطالب جلالة الملك بحكومة انقاذ وطني ؟
السؤال الذي نطرحه كم مره شكلنا حكومات منقذه ومسعفه للوطن ؟ هل تغير الحال ؟ هل كانوا اعضاء تلك الحكومات اصحاب العصا السحرية ؟ لا شيء جديد نعود مرة اخرى نطالب بحكومات اخرى وفي كل مره نطبل لمن اتى ونلعن من كفى وقفى وهكذا !
وغير ذلك يطالب اصحاب المطالب بمحاربة الفاسدين الذين بيدهم زمام أمور الوطن ارى هل هؤلاء من غير جلدتنا وملتنا واتو الينا من خارج الحدود ؟ دعونا نتعرف عليهم ونحدد أسمائهم وأدوات خرابهم وماذا فعلوا ونهبوا لأنه لا يجوز ان نتحدث مع شعب واعي راقي ونخاطب ملكه وقائد مسيرته دون دليل ملموس وتحديد جوانب مشاكلنا وحدود ممارساتهم التي أودت بوطننا كما يقول هؤلاء المصلحون الى الهاوية والحقت بشعبنا الهلاك كما يجب تقديم اقتراحات الحل الممكنة لديهم وفق رؤى سياسيه او اداريه او إصلاحية مدروسة وقابلة للتطبيق وليس احلام واوهام بلا دليل او برهان التغيير ثقافة امة يولد منها ارادة شعب وادارة حكومة وعندها يكون التغيير هبة وطنية منتجة لنهضة وطننا والا سنبقى ندور في حلقات الفشل ودوائر الاتهام لبعضنا وضياع الفرص منا ومن حولنا.